موناليزا الموصل تشعل مواقع التواصل .. هربت من القصف وابتسمت للكاميرا !

موناليزا الموصل  هربت من القصف وابتسمت للكاميرا

الصدفة وحدها من قادت مصور رويترز إلى الطفلة العراقية الهاربة من الموصل، لتنتشر صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتتحول إلى أيقونة حرب جديدة.

وتناقل الناشطون على موقعي تويتر وفيسبوك قصة الطفلة العراقية، قائلين إنها فرت من بيتها عقب معركة دامية في جوار منزلها بمدينة الموصل، فصادفها مصور رويترز وطلب منها أن يصورها فابتسمت للكاميرا وهي باكية، لتمتزج على وجهها تفاصيل جمعت بين الفرح والأحزان،

والأمل والخذلان، والعتاب على الأمة وتنكر الأزمان، وتعابير أخرى لم يستطع أن يصفها اللسان.

ورغم تواتر الأنباء المأساوية عن الكارثة في مدينة الموصل، إلا أن صورة الفتاة ذات الملامح المؤثرة استحوذت على اهتمام المتابعين، وعبر أحد المغردين عن تأثره بالقول “حسبنا الله ونعم الوكيل .. نظرات ودموع هذه الطفلة النازحة تختصر حكاية العراق .. جميل وشامخ وحزين يا عراق”.

وانتشرت تغريدة بشكل كبير بين الناشطين وتمت إعادة تغريدها المئات من المرات وجاء فيها: يقال إن أحد أسرار الموناليزا هو سر ابتسامتها! أما صورة هذه الطفلة العراقية بنت الموصل فقد فاقت الموناليزا وحيرت كل من شاهدها … قولوا لي يا سادة هل هي ابتسامة رضا؟ أم ألم ووجع؟ أم عتاب؟ أم شكوى؟”.

ناشطون رشحوا صورة الطفلة العراقية لأن تكون أكثر صورة مؤلمة لهذا العام تجمع البراءة مع الألم
وقال مغرد “ماذا تقول عينا هذه الطفلة الموصلية التي يتّمها ظلم الأقربين والأبعدين وباتت مجرد رقم في مخيمات النازحين؟”.

وكتب ناشط “صورة صمت وتوبيخ للعالم من هذه الطفلة العراقية التي ليس لها ذنب”.

وقال آخر “الطفلة العراقية الموصلية .. أمل وألم .. لا تكاد تميز بين الابتسامة وتعبير الحزن.. الإثنان يمتزجان”.

ورشح العديد من الناشطين الصورة لأن تكون “أكثر صورة مؤلمة لهذا العام تجمع البراءة مع الألم والحزن تصاحبها ابتسامة لهذه الطفلة العراقية”.

وقالت مغردة من مصر إن “هذه الطفلة العراقية عار علينا جميعا أهي تبكي حالها أم تسخر من صمتنا المريب أم من عالم يدعى الإنسانية وهو لا يعرف معناها لك الله يا صغيرتي”.

وكتبت أخرى “نظرات عاتبة باكية في وجه ابنة الموصل البريئة”. وجاء في تغريدة “وجه هذه الطفلة يجمع كل أحزان العالم ويختصر قصة أهل العراق الذين يبادون باسم داعش!”.

ويأتي التفاعل مع قصة الطفلة العراقية مع انتشار التقارير الإخبارية التي تتحدث عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في أحد أحياء الشطر الغربي لمدينة الموصل شمالي العراق، حيث أعلنت السلطات العراقية فرار أكثر من 200 ألف شخص منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي لاستعادة هذا الجانب من قبضة تنظيم داعش. وقال شهود من الموصل ومسؤولون عراقيون إن الهجوم الذي شُن الأسبوع الماضي على أهداف داعش ربما أدى إلى هدم منازل يقول مسؤولو إنقاذ إن نحو 200 شخص دُفنوا تحت أنقاضها.

ويقول الناشطون على فيسبوك إن أقل ما يمكنهم فعله هو التضامن مع المدنيين والأبرياء الذين يدفعون الثمن الباهظ لهذه الحرب، واعتبروا هذه الطفلة بمثابة ممثل عن جميع الضحايا والأطفال في العراق.

وكتب ناشط “لطفك يا الله.. ما أقسى هول الفاجعة على وجه هذه الطفلة الموصلية التي فقدت كل أسرتها…أين الضمير العالمي عن مجازر أهل العراق المحتل؟”. وقالت مدونة “أيتها الطفلة البريئة.. كأنها تقول ما ذنبي وتبتسم ابتسامة ألم وأمل في الله”.

وكتبت أخرى “كانت تبكي من حسرتها على وطنها وأهلها …وابتسمت ابتسامة عزة وكبرياء وفي نفس الوقت أمل ربنا يفرج كرب العراق وسوريا وكل بلاد المسلمين”.

وكتب أحدهم “صورة أبلغ من ألف كلمة … والله إنها لصورة مؤثرة جدا… وحقيقة يعجز اللسان وتعجز الكلمات عن وصف هذه اللوحة!”. وعبر أحدهم عن حزنه بالقول “وعلى ماذا الابتسامة… على وطن موجوع أم على أمن مفقود أم على مستقبل لا نرى له أي ملامح؟”.

وكتب مدون “هذه الطفلة العراقية التي بعينيها تقول لنا نحن الذين ننظر إليها، أنتم جعلتموني أختبر الموت مبكرا جدا كذلك ألم الفراق والعوز والضياع وأجبرتموني دون رحمة أن أشم رائحة الموتى أقول لكم أنا من الموت نجوت لكن من يحبوني فقدتهم ومعهم طمأنينتي”.

ووجه آخر كلماته إلى المتابعين قائلا “لوحة في عمق الواقع تفضح الإجرام الذي حل بالوطن والمواطن، فإلى متى؟ حتى في الحروب العالمية كانت هناك رحمة إلا في الموصل كانت رائحة الموت في كل مكان”.

واعتبر ناشط أن “هذه الطفلة الموصلية خير معبر عما جرى ويجري من مذابح لأهل الموصل الكرام الأشراف”. وعلق آخر “عيون تعزف نايا حزينا وكمانا يتحدث عن عمق ظلم الإنسان لأخيه الإنسان”.