زوجة " فقهاء " تكشف تفاصيل اللحظات الاخيرة قبل استشهاد زوجها

زوجة فقهاء

رام الله الإخباري

لم يدر في خُلد السيدة  ناهد عصيدة مطلقًا، بأن نهاية نزهة "جميلة" قضتها مع عائلتها مساء أمس الجمعة، ستتحول إلى فاجعة، بعدما أقدم مسلحون مجهولون على قتل زوجها القيادي في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، مازن فقهاء. 

وبعد وقت من التنزه، وصلت العائلة إلى مقر سكنها في حي "تل الهوا"، غرب مدينة غزة، لتترجل عصيدة الأم لطلفين، من السيارة، وتصعد إلى شقتها، بانتظار عودة زوجها الذي كان يُوقف سيارته في مكان مناسب. 

وتضيف عصيدة لوكالة الأناضول التركية  بنبرة حزن:" مثل أي أسرة في يوم إجازتها، كنا نقضي نزهة خارج المنزل، وتركت زوجي يضع سيارته في مكان مناسب، ولكنه لم يعد لنا للأبد". 

وفي سرادق أقامته حركة حماس، غرب مدينة غزة، تجلس عصيدة بحزن تستقبل المعزّيات لها بمقتل زوجها. وتقول زوجة فقهاء:" كل ما حدث، كان بهدوء تام بجوار المنزل، وعندما تأخر مازن، لم أقلق وكنت أعتقد بأنه يتحدث مع أحد جيراننا... كان خبر استشهاده  مفاجئ". 

وتابعت:" كنا سعداء يومها، ومازن قال لي إنه يوم مميز وجميل، ولم نكن نرغب في العودة إلى المنزل، إلا أن برودة الطقس هي من دفعتنا لذلك، وسعادة زوجي قبل موته هي التي تخفف عني حزني الآن". 

وتشيد عصيدة بمناقب زوجها، الذي قضى 10 سنوات في السجون الإسرائيلية، وتقول إنه كان "شخصية مثالية". وتضيف:" كان داعمًا دومًا لي، وساعدني على إكمال دراستي الجامعية، وكان صابرًا وحنونًا وطيبًا، ويسعى لإرضائي، وعوضني عن غربتي". 

واضطرت عصيدة لترك مدينتها "نابلس"، وذويها، كي تتزوج من فقهاء، الذي أبعدته إسرائيل من الضفة الغربية، عقب الإفراج عنه عام 2011. وتم الزواج قبل نحو ست سنوات، سبقه "تردد" في قبول عصيدة طلب الاقتران بفقهاء، استمر لمدة شهر، كما تقول. 

وأضافت:" ترددت لأني سأضطر أن أترك مدينة نابلس، وأترك أهلي، وآتي إلى غزة، ولن أتمكن من الالتقاء بأهلي نظرا للحصار المفروض على القطاع" وأكدت أنها وزوجها الراحل، لم يلتقيا بذويهم القاطنين في الضفة الغربية منذ 6 سنوات. 

لكن عصيدة، وبعد 6 سنوات من الزواج، تقول إنها لم تندم على قرارها، وتشعر بالسعادة لأن زوجها نال أمنيته أخيرا بالموت "شهيدا من أجل دينه ووطنه". وحول الجهة التي تعتقد أنها تقف وراء قتل زوجها، تقول:" لا يهمني أن أعرف من القاتل، فقط أريد أن تتم معاقبته، وألا يذهب دم مازن هدرًا". 

وكان حلم فقهاء، أن يعود إلى الضفة الغربية، ويحررها من "الاحتلال الإسرائيلي" كما تقول عصيدة. ولدى فقهاء طفلين، أحدهما ذكر في الرابعة من عمره، وأنثى تبلغ من العمر عام ونصف العام. 

واتهمت حركة حماس، إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال فقهاء. وكان القيادي في كتائب القسام، من ضمن الأشخاص الذين تضعهم إسرائيل على قائمة "التصفية" التي أعدّها الجيش الإسرائيلي لعدد من محرري صفقة "شاليط"

 نظرا لدوره في الإشراف على إدارة العمل العسكري "لحماس" في الضفة الغربية، وتجنيد العشرات من الخلايا الميدانية هناك، بحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عام 2013. وفقهاء، من مواليد بلدة طوباس، شمالي الضفة الغربية، عام 1979. 

وحصل على شهادة البكالوريوس في "إدارة الأعمال" من جامعة النجاح الوطنية، عام 2001. وخلال فترة دراسته، التحق بكتائب "عز الدين القسّام"، الجناح المسلّح لحركة "حماس". وشارك فقهاء، في عدة عمليات، نفّذتها كتائب القسام، من بينها مهاجمة المستوطنين وجنود إسرائيليين في الضفة الغربية. 

وفي أغسطس/آب 2002، اعتقل الجيش الإسرائيلي "فقهاء"، وتم الحكم عليه بتسع مؤبدات وخمسين عاماً إضافياً. وقضى فقهاء، 10 سنوات متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل التي عُرفت باسم "صفقة شاليط"، وتم إبعاده إلى قطاع غزة. 

وبموجب الصفقة التي نفذت في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، وتمت برعاية مصرية، أطلقت إسرائيل سراح 1027 معتقلا فلسطينياً مقابل إطلاق "حماس" سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. 

الاناضول