كاتب : محمد عساف يتخبط فنياً وفشل في النهوض

عساف ما وحشناك

رام الله الإخباري

قبل يومين، طرحت شركة بلاتينوم ريكوردز، الأغنية الجديدة المُصورة للفنان الفلسطيني محمد عساف "ما وحشناك"، كلمات الشاعر علي الخوار، ألحان وتوزيع اللبناني هادي شرارة. وبغضّ النظر عن استسهال الكلام في الأغنية، والذي يُقال إنها كانت للفنان حسين الجسمي، لكنه عدل عن غنائها، فسجلها عساف بصوته، وأطلقها في الحلقة النهائية من برنامج "محبوب العرب"، يأتي الكليب ليزيد من التساؤلات حول المغزى من المشاهد التي رأيناها، وهل بإمكانها أن تقفز بعساف خطوة إلى الأمام؟

تبدو الأغنية مجزّأة في أسلوب كلماتها، ومقسمّة بين المفردات الخليجية واللهجة البيضاء، وهذا الاختلاف أضاع شاعر الأغنية قبل مغنّيها، لكن لحنها كان محاولة ترميم الخلل في الكلمات، من خلال رفع سقف التوزيع الموسيقي، واتجاهه إلى "التامبر" العالي، واستعمال موسيقى حقيقية عوضاً عن الموسيقى الاصطناعية، أو الجاهزة، والتي باتت تتحكم في سوق التوزيع الموسيقي للأغاني العربية، وهي بالنسبة للفنانين أوفر على الصعيد المادي.

الواضح، أن هادي شرارة استطاع أن يُوظف خبرته الطويلة في أغنية "ما وحشناك"، فكان التناغم الموسيقي جيداً مع طريقة أداء عساف في المقاطع التي تطلبت ارتفاعاً في طبقة الصوت، بكلام ضعيف.

لكن، على الرغم من مرور ثلاث سنوات على فوزه بلقب "محبوب العرب"، لا يزال محمد عساف يتخبط فنيًا، بدءاً بطريقة اختيار أعماله الغنائية، من دون مسعى من عساف نفسه لتعيين مستشار فنّي أو إداري. بل لا يزال حتى اليوم يتّكل فقط على تأمين الحفلات أو المشاركة في المهرجانات أو حفلات التكريم، وهو لا يزال في البدايات الفنية، وليس في رصيده الغنائي إلاّ بعض الأغنيات.

وهذه الأغنيات فشلت أغلبها في نيل نصيبها من النجاح الفني، أو تحوّله من نجم برنامج للمواهب إلى نجم أغنية على الساحة الفنية العربية. فحتى الساعة لا تزال نجومية محمد عساف مرتبطة بحالة عاطفية في الشارع الفلسطيني وخارجه، وهذه الحقيقة هي التي حملت الشاب إلى سلم النجاح، وفق ما تقوله معلومات عن حياة عساف الخاصة، وشدت من عزيمته عبر هذا الكم من الجمهور في العالم العربي، ودول أوروبية وأميركية هاجر إليها العرب.

ثمة أسئلة مُلحة، تُطرح حول هوية عساف الفنية، بعد ثلاث سنوات من فوزه باللقب ــ الحلم لكل الشباب العربي الذي يطمح إلى دخول عالم الفن، ومنها أسئلة حول الخط الغنائي المفترض أن ينتهجه عساف في بداياته العملية، ومشاركة أصحاب الخبرة في تبني الآراء التي تنقذه من حال "مكانك راوح" وشهرة بنيت على عاطفة، وكان بإمكانها أن تتحول لتكشف عن وجه "مطرب" شاب، يحتاجه الفلسطينيون والعالم العربي.

فنان يملك إلى جانب كل هذا الإحساس وحسن الأداء في صوته اختيارات غنائية موفّقة، ويدرك كيفية متابعة مساره الفني، بدل اتكاله على الحفلات والسهرات التي يظهر فيها مقلداً لعدد من الفنانين بدلاً من خط متفرد يجعله منافساً لعدد من نجوم الصف الأول.
 

ربيع فران - العربي الجديد