روسيا تنشر قوات خاصة في مصر

قوات خاصة روسية في مصر

رام الله الإخباري

تقول مصادر أمريكية ومصرية ودبلوماسية، إن روسيا نشرت فيما يبدو قوات خاصة في قاعدة جوية بغرب مصر قرب الحدود مع ليبيا في الأيام الأخيرة في خطوة من شأنها زيادة المخاوف الأميركية بشأن دور موسكو المتنامي في ليبيا.

وقال المسؤولون الأميركيون والدبلوماسيون، إن أي نشر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته يوم الثالث من آذار/ مارس، عند موانئ النفط الخاضعة لسيطرته.

وقال المسؤولون الأميركيون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن الولايات المتحدة لاحظت فيما يبدو قوات عمليات خاصة روسية وطائرات بدون طيار عند سيدي براني على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا.

وقدمت مصادر أمنية مصرية مزيدا من التفاصيل قائلة إنها وحدة عمليات خاصة روسية قوامها 22 فردا، لكنها امتنعت عن مناقشة مهمتها. وأضافت المصادر أن روسيا استخدمت أيضا قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح في أوائل فبراير شباط.

ولم ترد أي تقارير في السابق عن عملية نشر القوات الروسية.ولم تقدم وزارة الدفاع الروسية أي تعليق على الفور، ونفت مصر وجود أي قوات روسية على أراضيها.

ونفى المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر الرفاعي، وجود أي جندي أجنبي على الأراضي المصرية قائلا إنها مسألة سيادة.

ورفض الجيش الأميركي التعليق. وقال مسؤولون إن التخابر الأميركي على الأنشطة العسكرية الروسية يشوبه التعقيد في كثير من الأحيان بسبب استخدام متعاقدين أو قوات بملابس مدنية.

وقالت المصادر المصرية إن طائرات عسكرية روسية حملت نحو ست وحدات عسكرية إلى مرسى مطروح قبل أن تذهب إلى ليبيا بعد حوالي عشرة أيام.ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من وجود قوات خاصة أو طائرات بدون طيار أو طائرات عسكرية روسية في مصر.

ونفى قائد قاعدة بنينا الجوية قرب بنغازي محمد منفور، أن يكون الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، قد تلقى مساعدة عسكرية من الدولة الروسية أو متعاقدين عسكريين روس، ونفى أيضا وجود أي قوات أو قواعد روسية في شرق ليبيا.

وخلال العامين المنصرمين أرسلت بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا. ونفذ أيضا الجيش الأميركي ضربات جوية دعما لحملة ليبية ناجحة العام الماضي لطرد تنظيم "داعش" من معقله في مدينة سرت.

وتتزامن التساؤلات بشأن دور روسيا في ليبيا مع مخاوف في واشنطن من نوايا موسكو في الدولة الغنية بالنفط، والتي تحولت إلى مناطق متناحرة في أعقاب انتفاضة 2011، المدعومة من حلف شمال الأطلسي على معمر القذافي الذي كانت تربطه علاقات بالاتحاد السوفييتي السابق.

ووصلت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس إلى طريق مسدود مع حفتر، واجتمع مسؤولون روس مع الجانبين في الأشهر الأخيرة. واستعدت موسكو فيما يبدو لتعزيز دعمها الدبلوماسي لحفتر، على الرغم من غضب الحكومات الغربية بالفعل من تدخل روسيا في سورية لدعم الرئيس بشار الأسد.

وقال أوليج كرينيتسين رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية لرويترز إن قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة حفتر.

لكن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان أرسلته إلى رويترز إنها ليس لديها علم بأن متعاقدين مسلحين تابعين لمجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية عملوا حتى الشهر الماضي في ليبيا.

وقال قائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال توماس والدهاوسر، لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي إن روسيا تحاول بسط نفوذها في ليبيا لتعزز سطوتها في نهاية المطاف على كل من يمسك بزمام السلطة.

وقال والدهاوسر للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ  "يعملون من أجل التأثير على ذلك".وبسؤاله عما إذا كان في مصلحة الولايات المتحدة أن تترك ذلك يحدث فقال "لا".

استعادة موطئ قدم

قال مسؤول بالمخابرات الأميركية إن هدف روسيا في ليبيا محاولة فيما يبدو "لاستعادة موطئ قدم حيث كان الاتحاد السوفييتي ذات يوم حليفا للقذافي".وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "في الوقت نفسه، كما في سورية، يبدو أنهم يحاولون الحد من التدخل العسكري واستخدام ما يكفي لفرض بعض القرار لكن ليس بدرجة تجعلهم أصحاب المشكلة".

ودفعت مغازلة روسيا لحفتر آخرين إلى رسم أوجه تشابه مع سورية التي ارتبطت أيضا طويلا بالاتحاد السوفيتي قبل انهياره. ويميل حفتر إلى وصف منافسيه المسلحين بالإسلاميين المتطرفين ويراه بعض الليبيين الرجل القوي الذي تحتاج إليه البلاد بعد سنوات من انعدام الاستقرار.

وردا على سؤال للسناتور الأميركي لينزي جراهام عما إذا كانت روسيا تحاول أن تفعل في ليبيا ما فعلته في سورية، فقال والدهاوسر "نعم هذه طريقة جيدة لوصف ذلك".

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه إن روسيا تتطلع إلى دعم حفتر على الرغم من أن تركيزها الأولي على الأرجح سيكون على منطقة الهلال النفطي في ليبيا.

وقال الدبلوماسي "من الواضح جدا أن المصريين يسهلون الانخراط الروسي في ليبيا من خلال السماح لهم باستخدام هذه القواعد. من المفترض أن ثمة تدريبات تجري هناك في الوقت الحاضر".

وتحاول مصر إقناع الروس باستئناف الرحلات الجوية إلى مصر بعد تعليقها منذ أن أسقطت قنبلة طائرة روسية تحمل 224 شخصا من منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر إلى سان بطرسبرج في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015. وأعلن فرع تنظيم "داعش" في شمال سيناء مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.وتقول روسيا إن هدفها الرئيسي في الشرق الأوسط هو احتواء انتشار الجماعات الإسلامية العنيفة.

وتعهد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، هذا الشهر بالمساعدة في توحيد ليبيا وتعزيز الحوار عندما اجتمع مع فائز السراج رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة.

من ناحية أخرى تعزز روسيا أيضا علاقاتها مع مصر التي ربطتها علاقات مع الاتحاد السوفييتي في الفترة من عام 1956 وحتى عام 1972.ولأول مرة أجرى البلدان في تشرين الأول تدريبات عسكرية مشتركة، الأمر الذي كانت تجريه الولايات المتحدة ومصر بانتظام حتى عام 2011.

وذكرت صحيفة إزفستيا الروسية في تشرين الأول، أن موسكو تجري محادثات لفتح أو تأجير قاعدة جوية في مصر. ومع ذلك نقلت صحيفة الأهرام المصرية عن متحدث باسم الرئاسة قوله إن مصر لن تسمح بوجود قواعد أجنبية على أراضيها.

وقالت المصادر المصرية إنه لا يوجد اتفاق رسمي على استخدام روسيا للقواعد المصرية. لكن ثمة مشاورات مكثفة بشأن الوضع في ليبيا.وتخشى مصر انتشار الفوضى من جارتها الغربية واستضافت سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية بين قادة شرق وغرب البلاد في الأشهر الأخيرة.

 

 

 
 

رويترز