شارل ميشال.. رئيس حكومة بلجيكي أغضب إسرائيل

شارل ميشال

شارل ميشال سياسي بلجيكي ترأس الحركة الإصلاحية البلجيكية، وشغل مناصب إدارية ووزارية عدة، واختير رئيسا لحكومة بلاده عام 2014، وعُدّ أصغر مواطن يتحمل تلك المسؤولية ببلجيكا منذ الحرب العالمية الثانية، وأثار غضب تل أبيب بعد لقائه منظمات يسارية إسرائيلية تعارض الاستيطان وتكشف انتهاكات حقوق الإنسان.

المولد والنشأة
ولد شارل ميشال في 21 ديسمبر/كانون الأول 1975 في نامور، لأسرة سياسية، فأبوه هو لويس ميشال الرئيس السابق للحركة الإصلاحية البلجيكية.

الدراسة والتكوين
حصل شارل ميشال على شهادة الليسانس في شعبة الحقوق من جامعة بروكسل.

التجربة السياسية
انخرط ميشال منذ صغره في فدرالية الإصلاحيين الليبراليين الشباب في منطقة جودوان، وترأسها بين عامي 1992 و1999، وفي 1994 انتخب مستشارا بلديا.

ترشح شارل ميشال للانتخابات التشريعية عام 1999، ونجح في حجز مقعد بمجلس النواب، وفي السنة التي تلتها اختير وزيرا للشؤون الداخلية بحكومة منطقة "والون".

وفي تشريعيات العاشر من يونيو/حزيران 2007 نجح شارل في الاحتفاظ بمقعده في مجلس النواب، واختير ناطقا رسميا باسم الحركة الإصلاحية البلجيكية.

عُيّن شارل ميشال في 21 ديسمبر/كانون الأول 2007 وزيرا فدراليا للتعاون والتنمية، وبعد فشل الحركة الإصلاحية البلجيكية في الانتخابات الجهوية في يونيو/حزيران 2009، كان شارل ميشال من الذين طالبوا بتنحي رئيس التنظيم ديديي رايندرز الذي استقال من منصبه فاسحا المجال لميشال، الذي ترشح للمنصب وفاز برئاسة الحركة الإصلاحية، واستقال من منصبه الوزاري.

وبعد انتخابات 2014، شكل شارل ميشال مع حلفائه حكومة ائتلافيه برئاسته هو، وأدى اليمين الرسمية أمام الملك فيليب.وأصبح ميشال بذلك أصغر رئيس حكومة في تاريخ بلجيكا بعد الحرب العالمية الثانية.وإلى جانب إصلاحاته الداخلية المتعددة، اشتهر شارل ميشال بالضجة التي أثارها أثناء زيارته إسرائيل في فبراير/شباط 2017.

فقد وبخت إسرائيل السفير البلجيكي بعد لقاء ميشال مع منظمتين إسرائيليتين يساريتين، هما منظمتا "كسر الصمت" و"بتسيلم" غير الحكوميتين اللتين تنتقدان الحكومة الإسرائيلية.

وندد نتنياهو بهذا اللقاء، قائلا في بيان "ننظر بخطورة إلى الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء البلجيكي مع مسؤولين من كسر الصمت وبتسيلم أثناء زيارته إسرائيل"، مبينا أنه "يجب على الحكومة البلجيكية أن تقرر إذا كانت تريد أن تغير مسارها أو أن تستمر في سلوك طريق معاد لإسرائيل".

وبحسب المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون فإن نائبة مدير عام أوروبا في الوزارة روديكا راديان غوردون قامت بتوبيخ السفير أوليفييه بيل الذي "أخذ علما بالأمر وسينقله إلى بروكسل".

وفي يوليو/تموز 2016 أقر البرلمان الإسرائيلي قانونا يرغم المنظمات غير الحكومية التي تتلقى القسم الأكبر من تمويلها من حكومات أجنبية على التصريح رسميا عن هذا التمويل، في خطوة فسرت على أنها تستهدف المنظمات اليسارية التي تنتقد الحكومة، وفي مقدمتها "كسر الصمت" و"بتسيلم".

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ترصد "كسر الصمت" انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تنشط "بتسيلم" في توثيق الاعتداءات والدفاع عن حقوق الإنسان.

ويقول منتقدو القانون إنه يشكل انتهاكا لحرية التعبير، ويكشف أسلوب صياغته أنه يستهدف بشكل رئيسي الجمعيات اليسارية المناهضة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والناشطة من أجل حقوق الإنسان.

وتتلقى العديد من المنظمات اليسارية تمويلا من الخارج، بما في ذلك من حكومات أوروبية. ومن هذه المنظمات على سبيل المثال "مركز عدالة" المدافع عن حقوق العرب الإسرائيليين والفلسطينيين. 

ونقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤول في منظمة "كسر الصمت" أن رئيس الوزراء البلجيكي اجتمع في القدس مع مسؤول في منظمته  وآخر في بتسيلم المناهضة للاستيطان.

وأضاف المصدر -طالبا عدم نشر اسمه- "لقد شرحنا له ماذا نفعل وكيف أن استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية يعرض إسرائيل أيضا للخطر".