موغريني : الاتحاد الاوروبي لن ينقل سفاراته الى القدس

موغريني

 أكدت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني " أنه لم يتم نقل سفارتنا إلى أي مكان، وستبقى في مكانها، وليس فقط سفارة الاتحاد الأوروبي، بل سفارات الدول الأعضاء ايضا، كون هذا الأمر مبنيا على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وشددت على أن الأوروبيين هم أصدقاء لكل من اسرائيل، وفلسطين، مؤكدة أهمية المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

كما تطرقت إلى جملة من القضايا الهامة على المستوي الدولي، وذلك عقب لقائها بعدد من الصحفيين أثناء زيارتها لواشنطن مؤخرا، وذلك بعد أسبوعين من تنصيب الإدارة الأميركية الجديدة،

وفيما يلي ملخص لهذه اللقاءات:

تطرقت موغيريني إلى لقائها بعدد من المسؤولين والأمريكيين، منهم : وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الجنرال مايكل فلين، وكبير المستشارين جاريد كوشنر، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ، مثل: بوب كوركر وجون ماكين وغيرهم.

وشاركت مفوضية السياسية الخارجية في المناسبة العامة للمجلس الأطلسي لمناقشة العلاقات عبر الأطلسي "لتمرر رسالة أن الصداقة بين الأوروبيين والأميركيين قوية، ولا تتأثر بأي تغيير في الإدارات إن كانت في أوروبا، أو في الولايات المتحدة".

وأشادت موغيريني بعلاقة الاتحاد الأوروبي بالولايات المتحدة الأميركية، وبأهمية العمل المشترك بين الطرفين، في قطاعات، مثل: محاربة الإرهاب، والتطور الاقتصادي، وإنشاء فرص العمل.

وأضافت "أن الأوروبيين لديهم مصلحة في الحفاظ على قوة الاتحاد الاوروبي، وبل زيادة هذه القوة وإظهارها بشكل أكبر، وهذا الأمر يجب أن يفهم بشكل واضح، ويتم احترامه".

وتلقت موغيريني العديد من الأسئلة من الصحفيين الذين حضروا اللقاء، وفي إجابتها على سؤال حول فحوى لقائها بوزير الخارجية تيلرسون، قالت  "إنها تلقت استقبالا مميزا، وناقشت معه العديد من القضايا التي تخص سوريا، ومحاربة الإرهاب، وملفات أخرى، مثل: روسيا، وأوكرانيا، وليبيا، وعملية السلام في الشرق الأوسط.

مضيفة أيضا بأن هناك العديد من الاجتماعات التي ستعقد في الفترة القادمة، بسبب: حضور وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى بروكسل، للمشاركة في اجتماع وزراء الدفاع لحلف شمال الأطلسي، وبالتالي ستلتقي به هناك كونها تشارك في هذه الاجتماعات، إضافة إلى أنها ستلتقي بوزير الخارجية الأميركي في اجتماع القوى العشرين " G20".

وأعربت عن سعادتها البالغة بالترحيب بنائب الرئيس الأميركي، خلال زيارته الرسمية لمؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل، في العشرين من الشهر الجاري.

وفي ردها على سؤال حول نقاشها قضية روسيا وأوكرانيا مع وزير الخارجية الأميركي على تطبيق كافة البنود في اتفاقية "مينسك"، مضيفة بأن "العقوبات هي ليست سياسة بحد ذاتها، بل وسيلة، والهدف هو تطبيق كافة البنود في الاتفاقية، وحل مشكلة الصراع في شرق أوكرانيا.

وحول السفير الأمريكي الجديد لدى الاتحاد الأوروبي، قالت "تم إبلاغها أن الإدارة الأميركية لم تتخذ قرارا حول شخصية السفير الأميركي الجديد للاتحاد الأوروبي"، وأنها  أوضحت بشكل كامل إجراءات الاتحاد الأوروبي التي تتطلب موافقة كافة الدول الأعضاء أي 28 دولة ليتم اعتماد أوراق أي سفير، وبالتالي يجب أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وهدفنا هو خلق بداية سلسة، وهذا هو الحال لأي سفير في أي مكان في العالم، الأساس هو الاحترام."

وفي ردها على سؤال حول نظرة الإدارة الجديدة نحو الاتحاد الأوروبي، وإن كانت مختلفة عن الإدارة السابقة، وحول مجال التعاون الأمني، قالت موغيريني:

- "بأن الرسالة التي تلقتها هي ذات أهمية كبيرة للاتحاد الأوروبي، وسأبني اعتباراتي، وسياساتي، وأقترح على زملائي الأوروبيين القيام بالمثل، مقتبسة قول الرئيس اوباما، ووزير خارجيته كيري: على الأوروبيين أن يؤمنوا بالاتحاد الأوروبي بقدر إيماننا به"، كون العالم ينظر الى الاتحاد الأوروبي كمعجزة نظرا للحروب التي وضعناها خلفنا.." "الأوروبيون يشعرون بأن مصالحهم معززة ومحمية أكثر من خلال الاتحاد، وفي عالم اليوم، وجودنا كاتحاد هو الطريقة الوحيدة الممكنة لنا لاستعادة سيادتنا".

وفي سؤال يخص الانتخابات الأوروبية الداخلية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي، ومحاولة البعض إمالة هذه الانتخابات بعيدا عن مسار موال للاتحاد الأوروبي، وجهت موغيريني ثلاث رسائل أساسية:

- "نحن لا نتدخل بالسياسة الأميركية، من الممكن أن تروا أن هذا يحدث في أجزاء أخرى من العالم، ولكن لن تروا هذا الأمر يحدث من قبل أوروبا"، و"الأوروبيون يتوقعون أن أميركا لا تتدخل في السياسة الأوروبية، و"لدى الأوروبيين ما يكفي من الحكمة ليتخذوا قراراتهم السياسية بأنفسهم. هذا هو الحال دائما عبر التاريخ، وسيستمر هذا الأمر، ولا أحد يقول لنا ماذا نختار".

وفي سؤال حول لقائها بكبير المستشارين "جاريد كوشنير"، وحول عملية السلام في الشرق الأوسط، وإن كان قد أكد على التزام إدارته بحل الدولتين أم لا؟ وموضوع نقل السفارة، قالت موغيريني: "نعم ناقشت هذه المواضيع معه، ومع آخرين أيضا، وقد أثرت قضيتين أساسيتين":

1-"التأكيد على مواقف الاتحاد الأوروبي التي تتشارك فيها مع كل من الولايات المتحدة، وروسيا، والأمم المتحدة عبر الرباعية قبل بضعة أشهر فقط، وقد قمنا بالعمل على تقرير شامل يضم توصيات واضحة حول كيفية الوصول لحل الدولتين، الذي يشكل الأساس لنا، وإمكانية العمل المستمر للوصول الى حل الدولتين".

2-والقضية الثانية هي موضوع نقل السفارة الأميركية الى القدس، وقالت موغيريني أن "موقف الاتحاد الأوروبي هو:

- "نحن لن ننقل سفارتنا إلى أي مكان، ستبقى هذه السفارات في مكانها، وليس فقط سفارة الاتحاد الأوروبي، بل سفارات الدول الأعضاء ايضا، كون هذا الأمر لنا هو مبني على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

- "مثل هذه الخطوات من شأنها أن تشعل الرأي العام العربي بطريقة من شأنها ألا تكون بناءة ومفيدة لإسرائيل، وللاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي ردها على رد الإدارة الأمريكية على موقف الاتحاد الأوروبي، قالت موغيريني: - "لن أشارككم الجواب، من الجيد أن أشارككم القضايا التي أثرتها، ولكن ليس القضايا التي أثارها الأشخاص الذين حاورتهم".

وقد أكدت موغيريني بأن الاتحاد الأوروبي لا يقف بجانب أحد على حساب الآخر، وبأن الاتحاد يعمل مع كافة الأطراف للوصول إلى حل الدولتين، مشيرة بأن هذا ما قامت بنقاشه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، مضيفة بأن الأوروبيين هم اصدقاء لكل من اسرائيل، وفلسطين، مشددة في نفس الوقت على أهمية المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ومسؤولية المجتمع الدولي لإيجاد إطار ومساحة كافية للأطراف حتى يجدوا الطريقة التي تناسبهم للوصول إلى حل الدولتين، وبأنها قد ذكرت بشكل واضح جدا موقف الاتحاد الأوروبي والرباعية.

وحول الاتفاق النووي الإيراني، قالت موغيريني:" بأن الاتفاق النووي الإيراني ليس اتفاقا بين بضعة دول، بل اتفاق ينتمي إلى المجتمع الدولي ككل، مضيفة بأنها قد أكدت أهمية التطبيق الكامل للاتفاق النووي، والحفاظ عليه".

وقالت بأنها تلقت ردودا ايجابية وتأكيدات خلال اجتماعاتها حول نية التمسك الكامل والدقيق بالاتفاقية وكافة أجزائها.

وفيما يخص قول البعض بأن الادارة الأميركية الجديدة تعمل على انهاء اتفاق ايران النووي، ردت موغيريني بثلاث  نقاط:

"بأن الاتحاد الأوروبي ودول الأعضاء فيه سيستمرون في التواصل مع ايران، طالما بقي الاتفاق على الطاولة، قائلة إنها قد زارت طهران مرات عديدة برفقة عدد من زملائها".

الاتحاد الأوروبي مازال يفرض عقوبات على ايران حول قضايا ليست متعلقة بالأمور النووية، إلا أن الاتحاد لن يفرض عقوبات جديدة

السياسة الأوروبية الجديدة تجاه ايران تختلف عن السياسة الأميركية، كون الأوروبيون لديهم علاقات سياسية واقتصادية مع طهران، مضيفة أن استمرار العلاقة مع ايران هي من الاولويات للاتحاد الأوروبي، قائلة بأن الاتحاد سيستمر في اتباع سياسة الانخراط في هذه العلاقة

فيما يخص اتفاقية التجارة عبر الأطلنطي، قالت موغيريني بأن الإدارة الجديدة ليست واضحة حول الطريق التي  يريدون اتباعها بخصوص الاتفاقية

وحول نية الإدارة الجديدة بناء جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، وجهت موغيريني رسالتين:

"بأنها ليست من  تقرر السياسة الداخلية الأميركية، مضيفة بأن الأمر يخضع للكثير من النقاش داخل الولايات المتحدة، وبالتالي لا داعي لإضافة صوت أوروبي حول القضية.

الاتحاد الأوروبي لا يفتح أبوابه لكافة المهاجرين إليه، ولكن في نفس الوقت لا يعني هذا بأن الاتحاد يقوم ببناء جدران، ويميز بين الناس على أساس الجنسية، هذه هي الطريقة الأوروبية.