صحيفة بريطانية : لا يوجد عاقل يرضى ان يكون ترامب رئيساً للولايات المتحدة

ترامب

رام الله الإخباري

ركزت العناوين الرئيسية للصحافة البريطانية الصادرة  اهتمامها على تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وتوقعات مآل الولايات المتحدة خلال حكمه بين الخوف والرجاء.

فقد كتبت تايمز في افتتاحيتها أن نوعا جديدا تماما من رئاسة الولايات المتحدة يبدأ اليوم، وأن المخاطر مرتفعة، لكن ستكون هناك مكافآت أيضا إذا كان دونالد ترمب على استعداد للعمل وفق المشورة والفطرة السليمة.

وعلقت الصحيفة بأن الأمر قد يستغرق نحو خمس ساعات فقط لنقل المتعلقات الشخصية لأسرة ترمب إلى البيت الأبيض، لكنه بالتأكيد سوف يستغرق وقتا أطول بكثير لمعرفة ما إذا كان ترمب الرئيس متسرعا واستفزازيا كما كان رئيسا منتخبا. وحتى إذا كان كذلك، فإن نجاحه غير مستبعد.

قرارات مصيرية

وأردفت بأنه اعتبارا من اليوم سوف يواجه ترمب قرارات مصيرية في السياسة الخارجية تحتاج إلى التوفيق بين كثرة المتناقضات الواضحة في تصرفاته، ونظرا لكثرة الغموض في الطريقة التي سيحكم بها فإن أمامه فرصة تاريخية لإرباك المشككين فيه وإثبات وجوده بوصفه مصلحا حقيقيا.

وفي السياق حث مقال بصحيفة إندبندت كل الأميركيين على إرغام أنفسهم على مشاهدة مراسم تنصيب ترمب لمعرفة المزيد عن هذه الشخصية المروعة التي على وشك الإمساك بمقاليد الحكم بعد يوم التنصيب.

وقال كاتب المقال ناش ريجينز إنه لا أحد في كامل قواه العقلية يريد مشاهدة ترمب وهو يتسلم مفاتيح البيت الأبيض، حتى إن مشاهير هوليود اختاروا تجنب ما يعتبرونه عادة مناسبة استثنائية يحرص الجميع على حضورها، وسيقاطعها الديمقراطيون، كما أن الليبراليين يستعدون لإقامة فعاليات وتظاهرات مضادة بإجراءات يائسة.

ورأى أن الديمقراطية أكثر هشاشة بكثير مما يجب أن نعترف به، وأن العالم الغربي يحب التباهي بدساتيره وإجراءاته البرلمانية والتظاهر بأنها قلاع حصينة للحرية، لكن الواقع هو أن الأمر لا يحتاج سوى أصغر شرخ في صرح الديمقراطية ليتهاوى.

الشخص الخطأ

ونبه ريجينز إلى أنه إذا تركت الأمور على حالها دون مراقبة، فإن الشخص الخطأ، رجلا كان أو امرأة، يمكنه تحريف وتشويه حتى أكثر النظم تعقيدا لتحقيق غاياته الأنانية. وأضاف أنه إذا كان المواطن الأميركي يعتز ولو بشيء واحد عن أميركا فواجبه بوصفه مواطنا أن يدقق في كل الذين في السلطة، والتأكد من عدم منحهم أدنى فرصة لتمرير أي شيء مهما صغر دون التشاحن بشأنه.

وختم بأن ترمب، رضينا أم أبينا، هو الآن الرجل الذي يسعى لتحريف هذا النظام، ويجب على جميع المواطنين أن يكونوا متيقظين يوم التنصيب، وإذا رفضوا المشاركة الآن فقد يعض الجميع أصابع الندم أسفا على ذلك بعد حين.

وفي زاوية أخرى بالصحيفة نفسها، كتب جيكوب باراكيلاس أنه عندما يقسم ترمب اليمين الدستورية اليوم سيرث مجموعة كبيرة من الصلاحيات التي يتمتع بها الرئيس التنفيذي لأقوى دولة في العالم.

ومن أهم هذه الصلاحيات أنه سيكون المتحكم الوحيد في الترسانة النووية ولن تكون هناك قيود فعلية على سلطته الرئاسية لشن ضربات نووية. ومن ذلك أيضا أن كل أجهزة الاستخبارات الأميركية المختلفة سيتعين عليها تقديم تقاريرها له وتوجيهها في بعض الظروف، بما في ذلك اتخاذ إجراءات قاتلة مثل برنامج الطائرات المسيرة في العمليات المضادة للإرهاب.

ومن صحيفة ديلي تلغراف، كتب المحرر تيم ستانلي أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن ترمب هو الرئيس الجديد الأدنى شعبية فيما لا يقل عن أربعة عقود، والسبب واضح في أسلوب خطابه عن المهاجرين غير النظاميين والمسلمين وتعليقاته عن النساء وسياساته اليمينية التي أشعلت اليسار.

لكن رغم الجوانب السيئة والمظلمة في رئاسته يمكن القول إنه لن يكون الكارثة التي يظنها الشعب الأميركي. فهو يريد خفض الضرائب لتحريك الاقتصاد مرة أخرى، وإلغاء واستبدال برنامج أوباما للرعاية، والاستثمار في البنية التحتية التي تحتاجها البلاد حاجة ماسة.وفي السياسة الخارجية هناك نهج جديد مأمول في التعامل مع روسيا والصين لتحييد خطرهما على الولايات المتحدة.

صحف بريطانية