تفاصيل جديدة ....طفل جاء بعد 7 بنات شنق نفسه في غزة

محمد بلاطة

رام الله الإخباري

لم تجد نداءات والدة الطفل محمد بلاطة (11 عاماً) الذي توفي شنقاً في بيت لاهيا، لتناول طعام الغداء، أي صدى، لأنه كان قد فارق الحياة.

وتشير التوقعات منن ذويه خصوصاً والده (في الأربعينات من عمره) الذي بدا حزيناً لوفاة ابنه، إلى أنه كان يقوم بتقليد مشاهد تلفزيونية وسينمائية حول أعمال القتال والكاراتيه خصوصاً وانه كان شغوفاً بمثل هذه النوعية من الأفلام، وقد شاهد إحداها في الليلة السابقة للحادثة.

واستبعد والده الذي تحدث لصحيفة الأيام المحلية  حول تفاصيل وفاة ابنه أنه لم يكن هناك خلفية جنائية وراء حادثة مقتل ابنه، موضحاً أن الشرطة قامت بأعمال تحقيق دون أن يتم اعتقال أي شخص.

قال "بلاطة" الأب، إن ابنه دخل إلى غرفته التي انشأها خصيصاً له، وأغلق الباب على نفسه دون أن يشعر به أي من أفراد العائلة المكونة من (12 فرداً)، وعندما جهزت والدته طعام الغداء نادت عليه مراراً وتكراراً دون أي رد.

أضاف، "أثار عدم ردود الطفل قلق أفراد العائلة، فسارعت شقيقته التي تكبره بعدة أعوام للنظر إليه من نافذة الغرفة لتجده معلقاً، بعد أن أدخل رأسه في فتحة بداخل سلسلة حديدية (جنزير).

صرخت صرخة طويلة ومدوية من هول المنظر وهي ترى شقيقها مشنوقاً بطريقة مأساوية، ما دفع والده إلى تحطيم الباب وحمله بين يديه وهو يصرخ ويبكي.علا الصراخ والآهات حناجر كافة أفراد الأسرة الذين انهار بعضهم وسقطوا على الأرض، وهم يتساءلون كيف ومتى حدث ذلك؟.

قدر والد الطفل الفترة الزمنية بين وفاة طفله واكتشاف جثته بأنها لا تتجاوز ثلاث ساعات، معرباً عن استغرابه من تصرف الطفل وكيفية حصوله على الجنزير الذي لم يتم مشاهدته من قبل.

سارع باستدعاء سيارة إسعاف لنقله الى المستشفى الاندونيسي الأقرب إلى منطقة سكناهم، فيما وصلت قوات كبيرة من الشرطة للبدء في التحقيق.وأثار مصرع الطفل الذي يدرس في الصف الخامس في مدرسة حكومية قريبة من منزله، ردود فعل حزينة ومتسائلة حول الأسباب والدوافع.

رجحت مصادر مختصة أن الدوافع قد تكون محاكاة للمشاهد و"الأكشن" التي دأب الطفل على مشاهدتها وتقليدها.يذكر أن والده أكد أن طفله الضحية شغوف بمثل هذه المشاهد وأنه ينتمي لمركز لتعليم الكراتيه وألعاب القتال.

وفي تعقيب من الشرطة في غزة ذكر أيمن البطنيجي الناطق بلسانها على صفحته على الفيسبوك: "بخصوص الطفل الذي وجد مخنوقاً بعد تعلقه بسلسلة حديدية سميكة قد أغلق على نفسه غرفته ليجده أهله بعد ساعات معلقاً من رقبته، ويبدو انه حاول أن يؤذي نفسه بعد مشكلة حدثت مع عائلته، ليلفت لهم الأنظار بالتعاطف معه خصوصا وهذا ما توصلت إليه الشرطة بعد جهود مكثفة وحثيثة من رجال المباحث والأدلة الجنائية لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة".

قال نبهان عمر أستاذ علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة إن الحادثة في حد ذاتها قد تبدو انتحارا أو جريمة قتل، لكن الدلائل لا تشير إلى ذلك، كون الضحية طفلاً لم يدخل بعد سن المراهقة.

وأكد أن قيام طفل في هذه السن العمرية بتصرف من هذا القبيل لا يمكن تفسيره كانتحار ورغبة في الموت، بل لغرض لفت الانتباه والتقليد الأعمى لما يشاهده من أفلام قتال، علماً أن عمره وتحليل عقليته لا تسمح له بمعرفة العواقب الحقيقية.

وحمل الأهل مسؤولية مراقبة أبنائهم والحفاظ عليهم سواء فيما يشاهدونه من أفلام ومشاهد تلفزيونية أو ما يمارسونه من تصرفات عشوائية غير محسوبة.

يذكر أن العائلة مكونة من سبع شقيقات بينهم الفتاة "صابرين" التي أصيبت بإعاقة حركية خلال العدوان الأخير على غزة، وثلاثة أبناء من بينهم الطفل الضحية والوالدان ويقطنون في منزل مستقل مملكوك للأسرة في بيت لاهيا والأب يعمل في مجال الإنشاءات ووضع الأسرة المادي متوسط الحال. 

صحيفة الايام

خبر عاجل