فقط في غزة ..تطبيق ينبهك حال قدوم الكهرباء

تطبيق للكهرباء في غزة

رام الله الإخباري

بينما العادة جرت على وجود منبه واحد وهو منبه النوم، ابتكر شاب من غزة "منبه الكهرباء" في خطوة للتعايش بسخرية مع ازمة الكهرباء التي تجتاح القطاع ودفعت الالاف للخروج الى الشوارع احتجاجا. 

"منبه على الكهرباء"، تطبيق واقعي للهواتف الذكية صممه الشاب ميسرة الهندي (19 عاما) بعد أن وقع في حب البرمجة التي تعلمها عن كثب قبل وبعد مرحلته الدراسية الجامعة، وعن طريق الصدفة وخلال جلسة هادئة على جهاز الحاسوب منتظرا عودة الكهرباء لمنطقته، أنشأ في ساعات قليلة تطبيقه الخاص ليتحول الى محط أنظار الغزيين في ظل أزمة الكهرباء المستمرة.



1484477899881

التطبيق ليس حلاً للأزمة، وفكرته كانت رمزية، نبعت من دافع هزلي ومن منطلق السخرية من واقع أزمة الكهرباء المتفاقمة منذ 10 سنوات، والتي ازدادت حدتها مؤخراً، وأثرت على مختلف القطاعات في قطاع غزة، اذ بات التيار الكهربائي يصل للمنازل 3 ساعات فقط مقابل مدة قطع قد تصل الى أكثر من 14 ساعة متواصلة.

"الهندي" طالب مستوى ثانٍ في قسم هندسة الحاسوب بالجامعة الاسلامية بغزة، وكطالب يحتاج للدراسة والعمل على اجهزة الكمبيوتر فقد أثرت عليه أزمة الكهرباء بشكل كبير خلال الأيام الماضية، والتي شهدت زخما وضغطا اعتياديا في اختبارات نهاية الفصل، ما دفعه لتصميم التطبيق لمساعدته في تنظيم أوقاته وجداوله الدراسية.


"منبه على الكهرباء"، صممه ميسرة لمساعدة الناس على معرفة أوقات وصول الكهرباء التي أصبحت أوقات عزيزة وثمينة للغاية بالنسبة للغزيين؛ خاصة الطلبة وربات البيوت، الذين ينتظرون الكهرباء بفارغ الصبر لاستغلالها بأكبر قدر ممكن، حتى وان كانت في ساعات متأخرة من الليل، ليتحوًل الى تطبيق جذب عشرات التحميلات في وقت قصير.

وتقوم فكرة التطبيق على تنبيه مستخدميه بعودة التيار الكهربائي، عبر وصل شاحن جهاز الجوال في المقبس، يقول الهندي: "التطبيق يُساعد المستخدم على الاستيقاظ فور وصل الكهرباء، وبكل سهولة يتم وصل الشاحن في مقبس الكهرباء فترة انقطاع التيار الكهربائي، وعند عودة التيار يعمل الجهاز على التنبيه بعودته مجددا".





1484477900053

يبدأ الهاتف بالرنين ويستمر بذلك حتى يقوم مستخدمه بفتح اللوحة الداخلية وإنهاء التنبيه.

ويشهد قطاع غزة في ظل أزمة الكهرباء، حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقرر الطالب الهندي المشاركة في السخرية بطريقته الخاصة التي يُحبها، ليتفاجأ بجذبه لمستخدمي الهواتف الذكية و"السوشال ميديا"، مشيرا الى أن التطبيق لا يحل الأزمة انما يُعبر عن واقع بغزة.

3 ساعات فقط، أخذت من وقت الشاب لتصميمه وتجهيزه ونشره، ليلاقي اعجاب الكثيرين خاصة من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية "الانترنت"، ثم وجد نفسه مفيداً وجزءا من الحل بالنسبة للكثيرين وخاصة زملائه الطلاب، الذين يحتاجون لمن يساعدهم على جدولة أوقات دراستهم لاسيما على أجهزة الحاسوب التي تعمل على الكهرباء، في ظل ارباك جداول توزيعها وعدم معرفتهم لأوقات وصول التيار.

"كنت بحاجة للنوم فترة انقطاع الكهرباء، والحاجة المُلحة أيضا للاستيقاظ عند عودتها من أجل استكمال الدراسة، قمت بتصميمه وتنزيله، وفعلا هناك أشخاص وفئات عديدة استفادت منه"، يقول ميسرة.

وأبدى بعض مستخدميه ملاحظات ومقترحات من أجل تعديله، وعمل الهندي على ذلك وقام بتطوير التطبيق ليتجاوز مرحلة التنبيه فقط، فأضاف خاصية تشغيل فلاش الكاميرا الخلفية وإضافة خاصية الاهتزاز، والتعامل مع إمكانية انقطاع الكهرباء بعد عودتها مجدداً.

اذاعة راية