كاتب اسرائيلي لاوباما : ما فعلته يوم امس كان عظيما

اوباما وقرار الاستيطان

رام الله الإخباري

 نشر موقع صحيفة "يديعوت أحروت" العبرية على شبكة الانترنت، مقالا للصحفي الاسرائيلي ياريف اوبنهايمر، بعنوان، "شكرا أوباما لأنك مررت القرار" جاء فيه:

في تسجيل مصور موجه الى سكان مستوطنة عمونا، تم تصويره قبل بضعة أيام، كرر نتنياهو قوله ان حكومته ملتزمة أكثر من أي حكومة سابقة بأن تواصل البناء في المستوطنات. وكان نتنياهو صادقا في قوله هذا.

ففي السنوات الأخيرة، لم يعتزم أحد وقف قطار الاستيطان، البناء الاستيطاني متواصل، وآلاف الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة تقام كل عام والحبل على الجرار.

وباتت معتادة أمور مثل قوانين شرعنة الاستيطان، ومقترحات لضم الاراضي، ومنح البؤر الاستيطانية صفة المستوطنات الرسمية (32 مستوطنة كهذه خلال السنوات الخمس الاخيرة)، الدفع بخطط البناء في القدس الشرقية، والمصادرة المتواصلة للأراضي في الضفة الغربية. حتى أصبحت عملية إخلاء عشرات المنازل المتنقلة الخاصة بالفلسطينيين في شمال الضفة الغربية أمرا روتينيا لا يتوقف وعند الانتهاء من اخلائهم يتم بناء مستوطنة جديدة مكانهم.

لقد ربطت إسرائيل مصيرها بمصير الفلسطينيين بعيون مفتوحة وراحت تخلق واقعا لا رجعة فيه يتمثل بدولة واحدة ثنائية القومية غير ديمقراطية وغير يهودية. لقد حاول أوباما تغيير هذا المصير، حاول وفشل، الى ان سنحت له فرصة الليلة الماضية.

لقد قرر أوباما في الدقيقة التسعين، بل وفي الوقت بدل الضائع من مدته الرئاسية، الإمساك بزمام الأمور وإظهار شجاعة القائد من خلال خطوة دراماتيكية وشجاعة، وهو يدرك ان المستقبل مع دونالد ترامب لا يبشر بالخير. قام بهذه الخطوة الشجاعة من اجل منع اصطدام عربة الإسرائيليين والفلسطينيين بقمة جبل جليدي. وكان التصويت في مجلس الامن عبارة عن آخر محاولة ممكنة لينقذنا من أنفسنا والحفاظ على آفاق الانفصال عن الفلسطينيين بسلام.

وإذا نجح في رهانه وتمكن القرار من وقف البناء الاستيطاني الى حد ما وبذلك وقف الهرولة نحو دولة ثنائية القومية، فإن أوباما سيدخل التاريخ باعتباره المنقذ والمخلص للصهيونية. وإذا كان تسبب قرار مجلس الأمن لإسرائيل بعدم القدرة على مواصلة استثمار مستقبلها في الضفة الغربية، فإن الشعب اليهودي هو الكاسب.

هذا ليس ثأرا شخصيا لأوباما من نتنياهو على تصريحاته بل انه نأي عن مواقف ترامب، وهو قرار يستند إلى إرادة حقيقية لإنقاذ إسرائيل من نفسها ومنعها من دفن فكرة الانفصال عن الفلسطينيين على شكل دولتين.

لقد أثبت أوباما على مدار المدتين الرئاسيتين اللتين قضاهما في البيت الأبيض الولاء للشعب اليهودي، وللرؤية الصهيونية ولدولة إسرائيل. فقد فكك القنبلة الإيرانية بدون إطلاق رصاصة واحدة، ومول القبة الحديدية، ومنح إسرائيل الضوء الأخضر للدفاع عن نفسها وان تنشط في قطاع غزة وأماكن أخرى، وساعد اسرائيل على تدارك الأزمة مع مصر، ووقع أكبر حزمة مساعدات أمريكية لإسرائيل من أي وقت مضى، التي ستلزم الرؤساء القادمين من بعده.

ان قرار اوباما بعدم استخدام حق النقض في مجلس الامن بشأن مسألة مشروعية المستوطنات هو قرار آخر شجاع لصالح إسرائيل وليس ضدها.

وكالات