الحمد الله : الامن هو حجر الاساس لبناء دولة فلسطين

 حفل تخريج الفوج الأول من طلاب أكاديمية الضباط الفلسطينية

 قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إن "الأمن، كان ولا يزال نواة دولتنا، وهو حجر الأساس الذي عليه نبني كافة إنجازاتنا الوطنية والمجتمعية، بل هو الإطار الكفيل بتعزيز صمود ومنعة شعبنا، وتعتبر حلقة البناء والتطوير هذه، الحلقة المكملة لتكريس حقوقنا ومكانتنا وحضورنا في كافة المحافل الدولية، وحشد المزيد من التأييد والدعم الدولي لنضالنا السياسي من أجل نيل الحرية والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة".

 جاء ذلك خلال كلمته في حفل تخريج الفوج الأول من طلاب أكاديمية الضباط الفلسطينية، اليوم الاثنين في أريحا، بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ومحافظ محافظة أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ورئيس هيئة التدريب العسكري اللواء يوسف الحلو، وقائد المركز الأردني لتدريب الشرطة العقيد بسام أبو زيد، وممثل عن المنسق الأمني الأميركي، وعدد من قادة ومنتسبي المؤسسة الأمنية.

 وأضاف الحمد الله: "كان التركيز الأول لعمل الحكومة وبتوجيهات من سيادة الرئيس محمود عباس، هو صون وحدتنا وهويتنا والارتقاء بها بعيدا عن الفلتان والفوضى والعنف، ولهذا بذلنا جهودا كبيرة لترسيخ مؤسسة أمنية قوية كفؤة، تلتفت وتنحاز بالأساس لمصلحة الوطن والمواطن، وتنجز مهامها ومسؤولياتها على قاعدة توفير الأمن وفرض النظام العام، ووضع حد لكافة أشكال الاعتداء على القانون ومكافحة الجريمة والفساد".

 وتابع: "إن ما تم ويتم تحقيقه وإضافته من إنجازات وبنى في قطاع الأمن، وما نكرسه من معايير مهنية وقيمية وسلوكية للعاملين في إطاره، لم يكن ليكتمل لولا الإرادة الشديدة والصارمة من قبل القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها فخامة الرئيس، لحماية المشروع الوطني وصون حياة المواطنين، وكذلك بالتفاف أبناء شعبنا جميعا، وتأييدهم الكامل لعمل المؤسسة الأمنية بقيادتها وضباطها ومنتسبيها".

واستطرد رئيس الوزراء: "تغمرني سعادة حقيقية، وأنا أشارككم تخريج الفوج الأول من طلاب أكاديمية الضباط الفلسطينية، فنحن معكم ومن خلالكم، نجدد استعدادنا وجاهزيتنا لحماية الأرض والإنسان الفلسطيني بل والمشروع الوطني برمته. إليكم جميعا، أنقل اعتزاز فخامة الأخ الرئيس محمود عباس بكم وأنتم تشقون دربكم وسط الصعاب، فأنتم اليوم تسيرون على درب تحقيق رسالة قيادتنا السياسية وهدفها الأساس، في فرض الأمن والنظام العام وبسط سيادة وهيبة القانون، وبما يحمي المواطنين وحقوقهم وممتلكاتهم ويوفر لهم الأمن والأمان".

 

وأردف: "نحتفل اليوم بكم وبالإنجاز الوطني والشخصي الذي حققتموه لنضيف المزيد من عناصر القوة والكفاءة والمهنية إلى بنيتنا الأمنية، في وقت يتراكم فيه العمل، لتكريس نضج وتطور مؤسساتنا الوطنية ونطوع إمكانياتها وقدرات كوادرها لخدمة الوطن والمواطن. حيث جاء تأسيس هذه الأكاديمية منذ البداية، بمواصفات تدريبية وعسكرية حديثة، كإطار وطني متخصص لتطوير قدرات منتسبي المؤسسة الأمنية وتأهيلهم عسكريا، على نحو يكفل ويرسخ سيادة القانون، وفق قواعد الانضباط الصارم بقواعده".

وأوضح: "تأتي هذه الاحتفالية وسط معاناة إنسانية صعبة ومعقدة تعيشها فلسطين، وهي تواجه، ظلم احتلال عسكري، يتوسع في استيطانه العسكري، ويمعن في استخدام القوة، ويمارس جنوده ومستوطنيه أبشع جرائم القتل والتنكيل ضد شعبنا، والتي كان آخرها جريمة قتل الشاب الأعزل أحمد حازم الريماوي".

وبيّن الحمد الله: "كل ذلك يأتي في وقت تحاول فيه إسرائيل تقويض الجهود الدولية الرامية لإحياء العملية السياسية عبر استمرارها في توغلاتها واجتياحاتها، ومصادرة المزيد من الأرض والموارد، وهدم البيوت والمنشآت وتهجير أبناء شعبنا في القدس كما في الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج). هذا وتستمر معاناة حوالي سبعة آلاف أسير فلسطيني، بينهم حوالي ثلاثمائة وخمسين طفلا وقاصرا، والأسيرين، أنس شديد وأحمد أبو فارة اللذين يتواصل إضرابهما عن الطعام منذ نحو سبعة وثمانين يوما، والأسير عمار حمور المضرب منذ حوالي تسعة وعشرين يوما احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري وغيرها من الممارسات اللاإنسانية التي يتعرضون لها".

واختتم رئيس الوزراء كلمته، قائلا: "أشكر فريق المنسق الأمني الأميركي بكافة مكوناته، وكل الدول والجهات الداعمة لجهود تطوير وتمكين مؤسستنا الأمنية، والشكر لرئيس هيئة التدريب العسكري اللواء يوسف الحلو، وأحيي جميع العاملين في أكاديمية الضباط الفلسطينية، التي نعول كثيرا على ما توفره من بيئة تدريبية حديثة تعزز مفاهيم المهنية والاحتراف والجدية، ونعتز بها اليوم، وهي تقدم الكوكبة الأولى من طلابها".