أحمد الشقيري.. الإعلامي الذي قدم "خواطر" التغيير

احمد الشقيري

رام الله الإخباري

أحمد الشقيري إعلامي وداعية سعودي؛ درس الإدارة لكنه عمليا كرس حياته للعمل الإعلامي التثقيفي، حيث اشتهر بتقديم البرامج التلفزيونية الساعية "للتأثير الإيجابي" في حياة الناس وغرس قيم الثقافة التطوعية في نفوسهم. ويوصف بأنه من أكثر الإعلاميين العرب تأثيرا في الشباب.

المولد والنشأة
وُلد أحمد مازن أحمد الشُّقيري يوم 19 يوليو/تموز 1973 في جدة غربي المملكة العربية السعودية لأسرة من أصل فلسطيني، فهو حفيد السياسي الفلسطيني البارز أحمد أسعد الشقيري الذي كان أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية.

الدراسة والتكوين
أكمل الشقيري المرحلة الثانوية في مدارس المنارات بجدة، ثم غادر السعودية إلى أميركا حيث نال شهادة بكالوريوس في إدارة نظم المعلومات والكمبيوتر، وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا. وبعد عودته إلى السعودية أخذ بعض العلوم الشرعية الإسلامية على الشيخ عدنان الزهراني.

الوظائف والمسؤوليات
استفاد الشقيري من ثقافة عائلته ذات المستوى المالي الثري ومن تخصصه في الإدارة المالية؛ فأسس مشاريع تجارية من بينها "مؤسسة أحمد الشقيري التجارية". وفي عام 2012 أنشأ "شركة آرام الإحسان القابضة المحدودة" لتقديم البرامج والأنشطة الإعلامية المتعددة.

التجربة الإعلامية
كان عام 1994 تاريخا مفصليا في حياة الشقيري حيث أدى فيه الصلاة لأول مرة وبدأ التوجه الديني يتعزز لديه وهو في أميركا، وبعد عودته إلى السعودية عمقت التزامه الديني صلته العلمية بالشيخ السعودي المحامي عدنان الزهراني، ثم متابعته اللاحقة لنشاط وبرامج مجموعة من المشايخ والدعاة.

وحين وقعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة أصيب الشقيري -الذي تلقى تعليمه الجامعي هناك- بخوف كبير جعله يشعر "بضرورة توعية الشباب ليفهم الدين بشكل أكبر وباعتدال"، فكان ذلك دافعا له لولوج ميدان الدعوة من بوابة العمل الإعلامي التوجيهي والتثقيفي، بعد أن كان يطمح لأن يكون اختصاصي أسنان أو رجل أعمال.

افتتح الشقيري تجربته الإعلامية الدعوية عام 2002 بمشاركته في تقديم برنامج تلفزيوني سُمي "يلا شباب" وعرضته قناة "أم بي سي" السعودية. خُصص البرنامج لمناقشة مشاكل الشباب بأسلوب جديد يجذب جمهورهم، ويفتح لهم نافذة للتواصل مع بعض الشخصيات الفكرية والدعوية من أمثال الداعية الأميركي الشيخ حمزة يوسف وطارق السويدان والحبيب الجفري.

شارك الشقيري بعد ذلك في برنامج آخر اسمه "رحلة مع الشيخ حمزة يوسف" الذي بثته نفس القناة وطرح فيه الشيخ يوسف -عبر مجموعة من الحوارات والرحلات- رؤيته للعلاقة بين الإسلام والغرب، وكيف يمكن للمسلمين -ولا سيما الشباب منهم- القيام بالدعوة إلى الإسلام "بشكل حضاري وعصري".

وفي عام 2005 عزز الشقيري تجربته الإعلامية بإطلاق برنامجه الرمضاني الذي أعطاه شهرته الأبرز في العالم العربي والإسلامي، وهو برنامج "خواطر" الذي بثته عدة قنوات وتتالت حلقاته على مدار عقد كامل، فقد كانت حلقته الأولى في رمضان 1426 هـ (2005) وحلقته الأخيرة في رمضان 1436 (2015).

ويعتبر الشقيري أن برنامج "خواطر" كان امتدادا لمشروعه الذي بدأه في الصحافة المكتوبة عبر مجموعة من المقالات الأسبوعية نشرها في جريدة "المدينة" السعودية بعنوان "خواطر شاب".

وقد قامت فكرة البرنامج على معالجة قضية شبابية أو مجتمعية معينة "بأسلوب هادف وجذاب" في حلقة لا تتجاوز مدتها خمس دقائق ثم زادت فيما بعد مدته قليلا، وبذلك يرى الشقيري أن البرنامج "استند إلى منهجية بناء الفكر وتصحيح بعض من الأساليب الخاطئة في الحياة، فساهم في تغيير بعض الأساليب الخاطئة التي كانت مستخدمة في مجتمعاتنا".

حقق برنامج خواطر "الهدف المرجو منه" طبقا للشقيري؛ ولذلك فقد أعلن توقف بثه مفسحا المجال لبرنامجه البديل "قمرة" الذي بدأ بث حلقته الأولى في رمضان 1437 (2016). ويقول عنه مقدمه -في مقابلة مع موقع هافنغتون بوست عربي- إنه "منصة إعلامية متاحة لمن يرغب في المشاركة من كل دول العالم وبكل اللغات"، مشيرا إلى أنه سيتناول 35 موضوعا مجتمعيا ومشاركاته لا تزيد على ثلاث دقائق.

وإضافة إلى نشاطه الإعلامي؛ بدأ الشقيري -الذي يلقبه البعض بـ"رجل التغيير"- في عام 2005 تأسيس مشاريع ثقافية وقفية، كان من بينها افتتاحه مقهى في جدة بطراز عربي أندلسي سماه "أندلسية"، وجعل فيه مكتبة كبيرة ومتنوعة التخصصات لتشجيع رواده من "أمة اقرأ" على اكتساب ثقافة القراءة والمطالعة الحرة، كما تُعقد فيه الندوات الفكرية والثقافية.

يؤمن الشقيري -الذي يصفه البعض بأنه إعلامي موهوب يطرح القضايا الاجتماعية بطريقة مبتكرة تتناسب مع لغة العصر ومستويات المشاهدين- بأنه "لا بد للمشاهد العربي من تشخيص المشكلات والاعتراف بها، وأن يملك الأمل في إيجاد الحلول لها، ثم العمل بكل طاقاته على حلها لأن الإحسان والتحسين لا ينتهيان، هما رحلة مستمرة من المهد إلى اللحد".

ويضيف أن "المطلوب اليوم هو أن تصل المعلومة إلى الناس بشكل ممتع وترفيهي وجذاب، لأن مشكلة الإعلام اليوم وجود برامج هادفة ولكنها مملة، وهناك برامج ممتعة ولكنها ليست هادفة، وعلينا دمج الأمرين".

المؤلفات
بدأ الشقيري عام 2006 إصدار أجزاء كتابه "خواطر شاب" التي تضمنت أفكار برنامجه التلفزيوني "خواطر" مع إضافات خاصة بالنسخة الورقية. ثم أصدر عام 2011 كتابه "رحلتي مع غاندي" الذي روى فيه تفاصيل عشرة أيام قضاها في الهند، وقدم من خلاله خلاصة تجربته في الحياة.

الجوائز والأوسمة
فاز الشقيري بالمركز الأول في استفتاء شبابي أجرته مجلة "شباب 20" الإماراتية عام 2008 لاختيار أقوى شخصية شبابية مؤثرة في الوطن العربي من الشباب، كما اختاره "مركز التفاهم الإسلامي المسيحي" عام 2009 ضمن قائمة الشخصيات الـ500 المؤثرة في العالم الإسلامي.

وفي 2014 أدرجه "المرصد السعودي للإعلام الاجتماعي" في لائحة الشخصيات والجهات الأقوى تأثيرا في الشبكات الاجتماعية السعودية، ومنحته السفارة اليابانية بالسعودية يوم 30 سبتمبر/أيلول 2012 شهادة تقدير لدور برنامجه "خواطر" في "زيادة اهتمام الشعب السعودي بجميع جوانب المجتمع الياباني".

الجزيرة