التطلي ..هل انتحر ام شنق ؟

التطلي

رام الله الإخباري

لم تجف الأقلام بعد، ولم تصمت الألسنة التي كانت تتسابق في سرد رواية بطلها المتوفى يوسف السوداني، والملقب بـ "تيربو رام الله"،

حتى استيقظت مدينة البيرة مجدداً على أقاويل تؤكد تكرار حادثة السوداني، وهذه المرة عثر على الشاب الملقب بـ "التطلي" مشنوقاً في أحد مقاهي المدينة

 ولم يُعرف حتى اللحظة السبب الرئيسي للوفاة، لا سيما وأن المقربين من "التطلي"، يشككون من قيامه بشنق نفسه بنفسه.

 

ترى إلى متى يستمر مسلسل السوداني؟

 

من هو "التطلي"؟

"التطلي" مسلسل آخر، حلقاته متشابهة، ولكن البطل هنا تختلف كنيته فقط، وفي الشهر الماضي لم يستطع يوسف السوداني أن يوقظ ما بداخلنا، وأن يقف أمام من يمررون المخدرات، وحبات "التريب" دون وعي ولغايات معينة، وكانت النتيجة.. وفاة "السوداني" و"التطلي" وفي ظروف غير طبيعية.

"التطلي" وهو لقب توسم به المتوفى محمد فتحي عيسى عابد (29 عاماً) منذ طفولته، وقد عزا البعض سبب التسمية إلى حبه للمربَّى حين كان صغيراً، وهذا ما أكده أحد أصدقاءه ، حيث كانت تغوص أصابعه في علبة المربَّى، مستمتعاً بفعل ذلك.

 

"ضحية ظروف أسرية"

"محمد هو ضحية تفكك أسري، ونتيجة للمشاكل العائلية المتتالية، توفي والده قبل 3 سنوات بعد أن أصيب بسكتة قلبية، وفي إحدى مقاهي مدينة البيرة" يقول المواطن لؤي سمرين عضو جمعية أبناء البيرة، مشيراً إلى أن الوالد وقبل أن ينهي فنجان القهوة، توفي، تاركاً خلفه زوجته وأبناءه محمد وبشار، وبناته الثلاث.

وتابع سمرين : "محمد تغيرت أحواله النفسية والعقلية بعد وفاة الوالد، ولم يمد أحد له يد المساعدة، وكان يعمل في تنظيف البيوت حتى يعيل عائلته بعد وفاة الوالد، ولكن بعض أهالي مدينة البيرة، لم يقدموا له العون، وكانوا في معظم الأوقات يرفضون تشغيله، بالرغم من قدرته على العمل".

وأضاف: "محمد أهمل من قبل عائلته، ومن قبل أهالي المدينة كذلك، ودائماً ما كانوا يقولون له سافر إلى الخارج، ولا تبقى هنا، وهذه الجمل كانت تؤثر بشكل كبير على نفسية محمد، حتى أصبح لا يطيق أهالي المدينة، ولم يعد يتحدث مع أحد".

لم يكن محمد قادرا على التعبير في تلك اللحظات لا سيما وأنه يعاني من مشاكل في النطق، حينما كان يجابهه البعض بالرفض السلبي، ويمنعه من العمل، وقد كانوا يطلقون عليه لقب "مدمن المخدرات"، فقد كان يحصل على المخدرات من أصحاب السوء، ومن أبناء عائلة معروفة في مدينة البيرة، ويتساءل أهالي المنطقة: لماذا لا يتم ردع هؤلاء طالما هم معروفون بتعاطي المخدرات؟ وقد تذكر أسماءهم على ألسنة البعض وبشكل متكرر.

 

"غير متعلم وأخته تتعاطى"

 

"ينحدر محمد من عائلة غير متعلمة، وهو أيضاً لم يحصل على التعليم، غير أنَّ أخوته البنات قد أكملن التعليم فقط حتى الصف الأول الثانوي، ولم يكملن بعد ذلك" حسب ما ذكر أصدقاء محمد من أهالي مدينة البيرة، وهذا ما أكده لؤي سمرين 

 

وقد يشكل هذا جزءًا أساسيًّا في حالة اللا وعي التي وصل إليها محمد، حيث لم تكترث الوالدة لحالته حسب ما ذكر أصدقاؤه، والمقربين منه، لا سيما وأنَّ أخته أيضاً مدمنة على المخدرات، وقد حصلت هي الأخرى على حبة "التريب" بجانب أخيها محمد، وقد أدمنت على ذلك، خاصة وأنَّ محمد وحسب ما ذكر شهود العيان في مدينة البيرة، قد اتهم عدة مرات في قضايا التحرش بالفتيات، وتحديداً أثناء مغادرة الفتيات المدرسة في مدينة البيرة.

 

وفي هذا الجانب ذكر أحد أصدقاء محمد، ورفض ذكر اسمه : "محمد كان فاقداً للوعي بشكل دائم، وكان يتصرف بطريقة غريبة، بعد أن ساقته قدماه إلى أبناء السوء ومرروا له حبة "التريب" وهو لا يعلم، وهؤلاء الأِشخاص معروفون في مدينة البيرة، والغريب لا أحد يردعهم".

 

وأضاف: "ذات يوم توجه إلى إحدى مدارس الإناث في البيرة، وقام بتصرفات غير أخلاقية، وكان هذا التصرف ناتج عن تناول حبة "التريب"، وكان يشرب الكحول أيضاً، وهو في هذه الحالة غير مدرك لما يفعل".

 

"التطلي" يوقظ الناس للصلاة

 

قيل بأنَّ يوسف السوداني، يمتلك قبضة قوية وقد تكان قبضته تنهي حياة جنين في بطن أمه كما حدث في إحدى شوارع مدينة رام الله، ومحمد "التطلي"، يمسك العصا ليلاً ويضرب بها أعمدة الشارع، ولكن حتى يستيقظ أهالي المدينة ويؤدوا الصلاة بعد أن يقول المؤذن الله أكبر.

 

وقد يعاود التفكير مجدداً في الأمر، وتحت تأثير حبة "التريب"، وبوضع غير طبيعي، يقوم بمهاجمة المصلين داخل أحد المساجد في مدينة البيرة. وقال سمرين : "لم يكن يفعل ذلك من قبل، وتصرفه غير طبيعي".

 

لم يحصل على العلاج

 

قد اتفق بعض أصدقاء محمد "التطلي" وكما ذكرو لـ "الحدث" بأنَّ محمد كان يعاني من مشاكل نفسية ناجمة عن ظروف أسرية كان يعيشها وقبل وفاة الوالد، وبعد وفاته، ازدادت الحالة، وأصبح أكثر سوءاً، وقد تفاقمت حالة اللاوعي لديه عندما حصل على حبة المخدر "التريب"، وهو لا يعلم بذلك، وقد نجم عن هذا الفعل تأثر عائلته، وأخته الأخرى أصبحت مدمنة للمخدرات.

 

في ظل هذه الظروف الصحية والنفسية والأجواء المشحونة، لم يحصل محمد على العلاج اللازم، وذات يوم تم إدخاله إلى مستشفى الأمراض النفسية في بيت لحم، وقام المستشفى بإخراجه، بالرغم من حالته، فلا علاج لديهم، ناشط مجتمعي ومهتم بقضايا الحق بالصحة جاد الطويل، وهذا ما أكده أهالي مدينة البيرة، وما أشار إليه العضو في جمعية أبناء البيرة لؤي سمرين.

 

وأَضاف الطويل: "محمد لم يكن يحصل على أدويته الخاصة لحالته، وقد شكل بذلك خطراً على طالبات المدارس وأهالي المنطقة، وهو يقوم بمطارتهم باستمرار ويصرخون بأعلى صوتهم، ويفرون هرباً منه".

 

الجلوس في المقبرة

 

قد تكون حادثة وفاة الوالد، هي من دفعت محمد "التطلي" إلى الجلوس يومياً في مقبرة البيرة، ولكن البعض لم يؤكد هذه المعلومة، وما كانوا يشاهدونه، هو فقط جلوسه في المقبرة، ولم يعلمو السبب!

 

وفي حادثة غير طبيعية، وذات يوم، كان محمد يترقب دفن إحدى الأطفال في مقبرة البيرة، وعندما دفنت، قام محمد بنبش القبر، وإخراج الجثة، وتعليقها على السلك في المقبرة، ولم يعرف سبب هذا الفعل حسب ما ذكر أحد أصدقائه 

وقال سمرين: "وهو في حالة غير طبيعية، وحسب ما ذكره أهالي المدينة، قام بدفن طفل وهو حي في المقبرة، ولا أعلم مدى صدق هذا القول".

 

 

انتحر محمد أم شنق؟

 

ذكر الناطق الرسمي باسم الشرطة لؤي ارزيقات، أنه لم يعرف بعد سبب الوفاة، وهل انتحر فعلاً، أما قام أحد بشنقه؟

ذكر ارزيقات أنَّ النيابة العامة قررت نقل جثة محمد إلى الطب العدلي، من أجل تشريحها والوقوف على أسباب الوفاة، واستكمال إجراءات التحقيق، ولا يمكن الحديث عن وجود شبهة جنائية من عدمه في هذه المرحلة.

وفي ذات السياق، شكك المقربون من محمد، قيام محمد بشنق نفسه، وإنما هي جريمة قد وقعت، وكان هو الضحية. وقال سمرين: "لا أعتقد أنَّ محمد هو من انتحر وشنق نفسه، ولم يلاحظ عليه بوادر تدلل بأنه سينتحر، فقد كان شخصاً بسيطاً جداً رغم حالته، ولم يذكر من قبل كلمة الانتحار، لأنه عادة يسرد للعلن ما يحدث معه يومياً، وهو يسير بالشارع".

وأَضاف: "أعتقد بأنَّ سبب وفاة محمد هو قيام أحدهم بأذيته، خوفاً من قيام محمد بكشف سر المعتدي، وعلى العلن، ولكن ننتظر نتيجة التحقيقات".

ريم ابو لبن - صحيفة الحدث