بالصور : علم فلسطين يزين سماء طولكرم

اكبر علم في فلسطين طولكرم

رام الله الإخباري

الساعة الثانية من ظهر اليوم الاثنين، كانت لحظة تاريخية أضيفت إلى سجل التاريخ الفلسطيني، عندما ارتفع "علم فلسطين" رويدا رويدا، معانقا سماء طولكرم، من خلال أعلى سارية في فلسطين، باحتفالية وطنية بامتياز برعاية الرئيس محمود عباس.

60 مترا هي طول السارية التي حملت علم فلسطين، مطلا بذلك على مدن فلسطين التاريخية، التي لا تفصلها سوى كيلومترات قليلة عن مكان احتفالية رفع العلم، كمدينة أم خالد الساحلية التي أسماها الاحتلال (نتانيا) .

الآلاف من أبناء طولكرم من طلبة مدارس وجامعات، ومن مؤسسات رسمية وشعبية وفصائل العمل الوطني، والأجهزة الأمنية وقادتها.. رجال دين مسلمون ومسيحون وسامريون من داخل المحافظة، ومختلف المحافظات الفلسطينية والقدس، ومن الداخل المحتل عام 1948، احتشدوا أمام السارية، هتفت حناجرهم بالشعارات الفلسطينية، وتفاعلوا مع الأغاني الوطنية التي صدحت من خلال الفرقة القومية وفرقة هوية، ملوحين بالأعلام الفلسطينية، ولسان حالهم يقول إن النصر آت، والحرية قادمة لا محالة.

سبق الاحتفالية مسيرة ضخمة ضمت كشافة التربية والتعليم وعرض عسكري من الأجهزة الأمنية رافعين علما فلسطينيا كبيرا، تتقدمها فرقة الموسيقى العسكرية انطلقت من أمام مقر المحافظة باتجاه ساحة الحفل أمام مجمع المحاكم.  

حملت هذه الاحتفالية التي رفعت شعار (زينة رايات الأمم)، رسالة وفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا من أجل أن يرفرف علم فلسطين عاليا فوق سماء فلسطين خاصة خلال الانتفاضة الأولى، أمثال محمود عبد الرحيم جراد، ومروان منذر المدني، وزهير أسعد غانم، وغيرهم من الشهداء الذين رحلوا بأجسادهم لتبقى هامات شعبنا شامخة بالعزة والكرامة.

محافظ طولكرم عصام أبو بكر، نقل في مستهل كلمته تحيات الرئيس محمود عباس راعي احتفالية رفع السارية، وتقديره واعتزازه بإنجاز أطول سارية على مستوى الوطن، وهي استكمالا لجهود الرئيس برفع العلم أمام مقر الأمم المتحدة، باعتباره نتاجا لثمرة جهد نضالي وسياسي طويل لمنظمة التحرير الفلسطينية وانتصارا للدبلوماسية الفلسطينية لكسب المزيد من الاعترافات الدولية بحق شعبنا بالرغم من ممارسات الاحتلال.

وأضاف أن هذا اليوم هو تاريخي مع ذكرى اعلان الاستقلال وحلول الذكرى 12 لاستشهاد القائد ياسر عرفات، وهو بالتالي تأكيد على تمسكنا بالثوابت الوطنية وحفظ وصايا الشهداء الذين عمدوا بدمائهم ثرى الوطن الغالي.

وشدد أبو بكر أنه رغم ما حصل بفلسطين جراء وعد بلفور المشؤوم الذي قارب على الذكرى المئوية، فإننا صامدون ولن نفرط بذرة تراب من فلسطين.

وتركت مشاركة رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، في الاحتفالية، أثرا طيبا في نفوس جماهير طولكرم التي حيته بهتافات مؤكدة على أن شعبنا واحد وهمه واحد مهما اختلفت الديانات.

وقال حنا: أنقل لكم تحية القدس بأقصاها وقيامتها، تحية القدس العاصمة المدينة المقدسة التي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية، مستذكرا كلمات الرئيس الرمز الشهيد أبو عمار قائلاً، "سيرفع شبل من أشبال فلسطين وزهرة من زهرات فلسطين علم فلسطين فوق مآذن الاقدس وكنائس القدس ومساجدها وأسورها العتيقة".

وأضاف، نؤكد أننا كفلسطينيين سنبقى أوفياء لانتمائنا الوطني، ولن نتخلى عن القدس وحق العودة مهما كثر المتآمرون لتصفية هذه القضية.

وخاطب أمين سر حركة فتح اقليم طولكرم مؤيد شعبان، في كلمة فصائل العمل الوطني، أمهات الشهداء والأسرى والجرحى، بدعوة أن يرفعن رؤوسهن عاليا فخرا بما قدمه أولادهن من أجل فلسطين وعلم فلسطين، لأن النصر قادم.

وأكد أن هذا العلم الذي رفع من ساحة طولكرم التي تعمدت بدماء لشهداء ورائحة البارود لترسم جزءا من حدود فلسطين التي سقط من أجلها الشهداء، يعانق سماء مدن وقرى فلسطين المحتلة عام 1948، وهو بذلك رسالة للمحتل بأن الشعب الفلسطيني الذي توشح الكوفية ورفع صور الشهداء لن يهزم وسيبقى صخرة صامدة على أرضها.

وأكد رئيس بلدية طولكرم فريد أبو عقل، أن رفع العلم اليوم، هو إكراماً للشهداء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى علم فلسطين عاليا خفاقا، داعيا شعبنا الفلسطيني إلى رص الصفوف والوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الوطنية، والمضي على عهد الشهداء.

رئيس الغرفة التجارية ابراهيم أبو حسيب، أكد على فخر شعبنا الفلسطيني بعلمه وتاريخه النضالي، مشيراً أن هذه السارية ستكون معلما تاريخيا وسياحيا لمدينة طولكرم المناضلة التي قدمت الشهداء من اجل فلسطين أرضا وشعبا.

وقال الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي عادل عامر، نرى في هذا الاحتفال رسالة من شعبنا نوجهها للاحتلال بأن هذا العلم سيبقى مرتفعا أبد الدهر وسيرتفع عاجلا أم آجلا على اسوار القدس ومآذن وكنائس القدس وعلى قبة البرلمان الفلسطيني في القدس ايضا.

وأضاف آن الأوان لأن نتوحد جميعا خلف راية فلسطين وانهاء فصل الانفصال بين ابناء شعبنا الفلسطيني الواحد لنبدأ مرحلة جديدة في نضال شعبنا نحو التحرر وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة.

وتقدم المتحدثون بشكر خاص لكل من ساهم في انجاز هذه السارية ورفع العلم عليها، من شركة ايفينت، ودار الفنون والتراث، ورجل الأعمال عبد القادر مطر، وبلدية طولكرم والغرفة التجارية، والمؤسسة الأمنية وكل المؤسسات والشخصيات الوطنية في طولكرم وباقي المحافظات.  

وتحدث كل من محمد خريس مدير شركة ايفينت للعلاقات العامة ( الشركة المنفذة)، وحاتم الحافي مدير دار الفنون والتراث ( صاحب فكرة المشروع)، ورجل الاعمال عبد القادر مطر ممول المشروع، في كلماتهم، عن فكرة المشروع التي جاءت من  أفكار فلسطينية، ومن فلسطيني مغترب لم تمنعه الغربة من تنفس هواء وطنه بمشروع وطني بامتياز، وبدعم ومباركة من الرئيس محمود عباس ومحافظ طولكرم والمؤسسات الوطنية، معتبرين هذا الانجاز بأنه لا يساوي شيئا أمام من قدموا أرواحهم من أجل هذا العلم ليحلق في سماء الوطن وعلى أكتاف الفلسطينيين في كل مكان، مجسدين بذلك الوحدة الوطنية رغم أنف كل متآمر على هذه القضية العادلة.



17_40_15_14_11_20162

17_40_15_14_11_20161

17_40_15_14_11_20164

17_40_15_14_11_20163

17_40_15_14_11_20165

 

وكالة وفا