الأسد يمنح الجنود الروس "حصانة دبلوماسية" تمنع ملاحقتهم قضائياً

-28843

صادق مجلس النواب الروسي (الدوما)، الجمعة على اتفاقية مع نظام الأسد، تسمح بنشر القوة الجوية الروسية في سوريا لأجل غير مسمى، إلى جانب منح العسكريين الروس في قاعدة حميميم بريف اللاذقية "الحصانة الدبلوماسية"، وهذا ما يجعلهم في منأى عن أي ملاحقة قانونية بحق الجرائم التي يرتكبونها بشكل يومي في سوريا.

وهذا يذكرنا بالاتفاق السري بين روسيا والنظام، الذي كشفت تفاصيله صحيفة الواشنطن بوست الأميركية قبل 10 أشهر، والذي يفتح باب الأراضي السورية على مصراعيه أمام جنود وأسلحة القوات الجوية الروسية، ويحصن قوات الاتحاد الروسي من أي متابعة أو مساءلة قانونية أو قضائية كانت سورية أم من أطراف ثالثة.

وبالعودة إلى الاتفاقية التي أقرها مجلس الدوما، فإن "تنفيذ الاتفاقية لن يأتي بأي نفقات إضافية على ميزانية الدولة، وسيأتي التمويل الضروري في إطار التخصيصات الموضوعة لميزانية وزارة الدفاع"، وذلك حسب شرح "نيقولاي بانكوف" نائب وزير الدفاع الروسي، لدى تقديمه الاتفاقية "الروسية- السورية"، أمام أعضاء مجلس النواب (الدوما).

واعتبر "بانكوف" أن الاتفاقية تمنح العسكريين الروس في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية ولأفراد عائلاتهم "الحصانة الدبلوماسية"، على غرار الحصانة الممنوحة لأعضاء السلك الدبلوماسي وأفراد عائلاتهم.

"الدوما" في سوريا

وقال "ليونيد سلوتسكي" رئيس لجنة مجلس النواب الروسي للعلاقات الدولية "إن روسيا ستزيد من قدرات قواتها الجوية في سوريا"، ولم يستبعد سلوتسكي أن تعقد لجنة العلاقات الدولية في "الدوما" جلسة لها على الأراضي السورية في الأشهر القادمة.

ما هو مطار حميميم؟

مطار حميميم أو ما كان يعرف بـ"مطار باسل الأسد الدولي"، أصبح قاعدة عسكرية جوية لروسيا بعد أن قررت أن تضع قواته وتنشر جنودها فيه، بعد أقل من أسبوعين من إعلان موسكو رسمياً تدخلها الجوي في سوريا نهاية شهر شباط من العام الماضي.

وشهد المطار استدعاء وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" لبشار الأسد خلال زيارته لسوريا وهو الحدث الذي أوضح ضعف وتبعية بشار الأسد للروس بشكل كامل.

وخلال الأشهر الماضية وصلت أعداد كبيرة من القوات الروسية إلى القاعدة الروسية في مطار حميميم في طرطوس، وعمل الروس على إنشاء مدرج إقلاع جديد في المطار، وقدر مختصون تكلفة التوسعة بـ300 مليون دولار.

وبحسب شهادات لعسكريين سوريين فإن روسيا أقامت في المطار محطة استطلاع استراتيجي، تتسم بأنها حديثة وذات قدرة كبيرة على الرصد واستقبال المعلومات، وتتصل بشكل أوتوماتيكي بمحطة الرصد الموجودة في مدينة صلنفة والتي تديرها أيضاً مجموعة من الضباط والخبراء الروس بمساعدة إيرانيين.

عقد إذعان

بالعودة للاتفاق الذي كشفت عنه "واشنطن بوست" عن اتفاق سري بين روسيا ونظام الأسد أبرم بتاريخ 26 أغسطس/آب 2015 والمكوّن من 12 مادة، فإن الاتفاق يصح وصفه بأنه عقد إذعان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث يجرّد سوريا من أي حق في التدخل أو المطالبة بالمطار، واعتبار المطار أرضاً روسية لا سلطة سورية عليها.

وجاء في المادة السادسة للعقد أن الوحدات العسكرية الروسية تتمتع بالحصانة من الولاية القضائية المدنية والإدارية في سوريا، ويعني الأمر مما يعنيه أن الجندي أو الضابط الروسي لا يخضع للقوانين السورية في حال ارتكاب جرم أو عمل مشين.

وفي البند الثالث من المادة السادسة جاء أيضاً أن الأعيان المنقولة وغير المنقولة التابعة لمجموعة الطيران الروسية تبقى مصونة بموجب هذا الاتفاق، ولا يحق لممثلي الجمهورية العربية السورية الدخول إلى مكان نشر القوات الروسية بدون اتفاق مسبق.

السوق السورية للأسلحة الروسية

وسط كل السجالات السياسية التي دارت وتدور أخيراً بين روسيا وأميركا وأوروبا حول سوريا، وحول الدعم الروسي للأسد، لابد من الحديث عن تحويل سوريا لسوق أسلحة روسية، حيث دعت روسيا إلى استلهام الأزمة السورية في صناعة أسلحة جديدة، وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (أخيراً خلال مشاركته في مؤتمر عسكري-تقني، من أجل تطوير الأسلحة الروسية انطلاقا من الخبرة المتراكمة خلال العمليات في سوريا.) إن من الضروري الأخذ في الاعتبار التجربة السورية أثناء تصنيع نماذج جديدة للأسلحة، واستخدام التقنيات الحالية، مؤكدا استخدام القوات الروسية التي تساند النظام السوري أسلحة جديدة للمرة الأولى في الأراضي السورية.

وأشاد الوزير الروسي يومها بأسلحة بلاده المستخدمة في سوريا لمساندة النظام السوري، قائلا إن الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى والتقنيات العسكرية كانت فعالة خلال العملية الروسية هناك.

وقال في كلمته يومها إن العديد من نماذج الأسلحة الروسية الحديثة خضعت لاختبارات في ظروف صعبة بالمناطق الصحراوية، و"أثبتت هذه الأسلحة بشكل عام متانتها وفعاليتها، وأوضح أن الطائرات الاستراتيجية الروسية استخدمت في سوريا ولأول مرة صواريخ جو-أرض "إكس-101"، التي يبلغ مداها أكثر من 4500 كيلومتر من على الطائرات الاستراتيجية بعيدة المدى.