المشوخي واغنية القطة ....رغم الانتقادات يواصل حصد الأرقام الكبيرة

873638-tn-9

رام الله الإخباري

ماذا يحدث للمشهد الفني الفلسطيني؟، السؤال الذي بات يراود الكثير من الفنانين والمثقفين وحتى المتابعين، بعد موجة الاسفاف الأخيرة التي تصدرت المشهد وأصبحت تغزو كل بيت، وتتردد على كل لسان.

شهدت الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاحنات كثيرة بدأت باتهام بعض برامج الكوميديا الفلسطينية بسرقة الأفكار، وامتدت إلى انتقاد برامج لا فحوى فيها ولا معنى، وكان الختام بالقضية الاكثر شيوعاً وجدلاً ربما (عادل المشوخي).

وإلى من يسأل كيف ظهر عادل المشوخي وتصدر الساحة، فعادل ممثل إذاعي في الأساس، وأنتج بعض الفيديوهات العفوية قبل أعوام ولكنها لم تأخذ أي صدى، إلى أن ظهر في مقطع ينتقد فيه الحكومة في غزة، فبدأت رحلة البحث عن ماضيه وبدأ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بنشر أعماله.

لربما لم يكن يتوقع أيَّ ممن قاموا بنشر أحد أعمال المشوخي أو عادل نفسه أن يحقق كل هذه المتابعة في فترة وجيزة، حتى وإن كان الأغلبية من الناس تتنقد أعماله لكنها تتابعه وتتبع أخباره، وخير دليل على ذلك تحقيق آخر مقطع له  بعنوان (القطة) أكثر من 100 ألف مشاهدة خلال يوم واحد.

وفي تعليقه على انتشار المشوخي قال الدكتور سمير زقوت أخصائي الصحة النفسية أن "ابن خلدون أكد أن من جملة الفنون صناعة الغناء , وعادل المشوخي من ضمن الفنانين أو المغنين , ولكن الحكم على متابعة الناس والشباب له فهذه المسألة لها اسبابها النفسية والاجتماعية، وفي اللغة العربية يقال رجل مِفَن: وهو الرجل الذي يأتي بالعجائب ويبدو ان المشوخي أتي بالعجائب التي ينتظرها الناس فتابعوه".

وأشار زقوت في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن اقبال الشباب الفلسطيني على مشاهدة الأفلام الرديئة وسماع الأغاني الهابطة ومتابعة ما يقدمه البعض من سذاجات، يعود إلى الاحباط والاكتئاب الذي يتعرض له الشباب في قطاع غزة والضفة والضغوط الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تدفعهم إلى التفريغ عن شحنة الاكتئاب بفنون هابطة أحياناً".

زقوت: سماع المشوخي وأمثاله هو نوع من الفرفشة فقط لا غير، ولذا فالأعمال الفنية الجادة لا تجد اقبالاً من الشباب الذي أصبح يبحث عن الفرفشة وتضييع الوقت

ولفت إلى أن سماع المشوخي وأمثاله هو نوع من الفرفشة فقط لا غير، ولذا فالأعمال الفنية الجادة لا تجد اقبالاً من الشباب الذي أصبح يبحث عن الفرفشة وتضييع الوقت، معتبرين أن هذه هي أقصر وسيلة للهروب والخروج من مأزق الاحباط ، وقد استغل البعض الحالة النفسية والاجتماعية للشباب الفلسطيني وقدموا له موجة من الفن الهابط الذي لا يقدم سوى الفرفشة .

أبو حطب:  الاقبال الفلسطيني على ما وصفه بـ(الفراغي الفني)، يعتبر نكسة كبيرة في تاريخ الفن الفلسطيني

المخرج الفلسطيني إسماعيل أبو حطب اعتبر هذا الاقبال الفلسطيني على ما وصفه بـ(الفراغي الفني)، يعتبر نكسة كبيرة في تاريخ الفن الفلسطيني، حتى وإن كانت هذ الشخصيات عبارة عن فقاعة وستنتهي.

وأشار أبو حطب في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى وجود العديد من الأعمال الفنية الفلسطينية القيمة، التي تنافس في مهرجانات دولية، ومنها ما لم يأخذ حظه في الترويج الإعلامي، كذلك يتحمل المشاهد جزء كبيراً من المسؤولية عن فشل هذه الأعمال.

وأوضح أن بعض الأعمال من الأفلام السينمائية أو الوثائقية يأخذ النص والسيناريو الخاص بها وقتاً يفوق العام لإعداده، ناهيك عن فترة التصوير والمونتاج وخلق الأفكار من أجل الظهور في أبهى صورة تشرف الفن الفلسطيني.

دكتور التحرير الصحفي في الجامعة الإسلامية، علق على هذا الوضع على موقع "فيسبوك" قائلاً: نسبة المشاهدة المرتفعة لهذه الأعمال طبيعية، ويمكن أن تجربها بنفسك، اكتب منشوراً متزناً حول موضوع ما، واكتب آخر مجنوناً أو خارج عن الإطار التقليدي وفيه إثارة وستجد الفرق بين المنشورين، هذا ليس دليل نجاح وإنما دليل دامغ على الضياع المجتمعي وتراجع القيم الاجتماعية والفنية وغيرها ومردها جميعا إلى تراجع وأزمة الأخلاق.

أما المصور الصحفي عبد زقوت فنقل شهادة على لسان مخرج سينمائي قائلاً، "أقدمت على إنتاج فيديو كليب بميزانية تفوق الـ 10.000$، ومدة إنتاج لأكثر من ثلاث شهور تصوير ومونتاج ومكساج ، والأن بعد 8 شهور لا يتعدى عدد المشاهدين الـ 8 آلاف مشاهدة

ولكن المشوخي بيوم وليلة فكر فأبدع فلحن فصور فنزل(القطة(، وبعد أقل من 24 ساعة على العرض تخطت الـ 100ألف مشاهدة".

 

 

فلسطين اليوم