الجيش الحر : ذبح الطفل الفلسطيني بالسكين هو خطأ فردي

ذبح طفل فلسطيني

"خطأ فردي".. هكذا وصفت حركة نور الدين زنكي المعارضة والمدعومة أمريكياً، قيام عناصر يتبعون لها بذبح طفل فلسطيني لم يتجاوز 15 عاماً أمس الثلاثاء.

وقالت الجماعة المعارضة إنها تحقق في مقطع فيديو يظهر ذبح طفل على يد رجل قال نشطاء إنه أحد مقاتلي الجماعة، فيما لوحت واشنطن بوقف تعاملها مع الاخيرة في حال تاكدت من تورطها بهذا الفعل المروع. 

وتشابهت لقطات ذبح الطفل بسكين مع بعض أسوأ الفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية الذي قتل مئات الأسرى في سوريا والعراق خلال السنوات الثلاث الأخيرة. 

وقبل قتله يظهر الطفل على ظهر شاحنة بينما يسخر منه رجال قالوا إنه ينتمي لجماعة فلسطينية تقاتل في حلب دعما للرئيس السوري بشار الأسد.

وأصدرت حركة نور الدين زنكي مساء الثلاثاء، بياناً قالت فيه "حركة نور الدين زنكي تدين وتستنكر ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي حول الانتهاك الإنساني كون الحركة ثورية تؤمن بمبادئ و أهداف الثورة»، مضيفة أن «هذا الانتهاك لايمثل الحالة العامة للحركة وإنما خطأ فردياً".

عضو اللجنة الدينية في التحالف الوطني الديمقراطي يحيى أبو البراء علق على هذا الموضوع قائلاً: "هذا الأمر منافي لتعاليم الدين الإسلامي، حيث أن هذا الطفل غير مؤهل للقتال، وأظن أن قوات النظام أجبرته على القتال معها، ولكن حركة نور الدين زنكي قامت بعمل بشع وقد اقشعر بدننا لما رأينا الفيديو".

كانت حركة نور الدين زنكي أعلنت عن اعتقالها لأسير لايتجاوز عمره السادسة عشرة، خلال المعارك في جبهة حندرات، حيث تداول نشطاء شريطاً مصوراً يظهر قيام أحد عناصر الحركة بذبح الفتى وفصل رأسه عن جسده.

 

يقول العارفون بخفايا الحركات السورية المسلحة، إن حركة نور الدين زنكي، أسسها الشيخ توفيق شهاب الدين، في قرية الشيخ سليمان شمال غرب حلب أواخر العام 2011، حيث كانت من أوائل المنضمين لمجلس قيادة الثورة السورية، كما أنها من أوائل الفصائل المسلحة حصولا على السلاح، وتحديدا صواريخ بي جي إم ـ 71 تاو المضادة للدبابات، ما جعلها الأكثر تسليحاً في مدينة حلب.

وتميز مسار الحركة، بالكثير من التحالفات والانشقاقات مع غيرها من الجماعات المسلحة في سوريا، وانضمت إلى لواء التوحيد بعيد تشكيله في الثامن عشر من تموز 2012، ثم انسحبت منه مع نهاية العام 2012 وانضمّت إلى "تجمّع ألوية فاستقم كما أُمرت"، وهنا أضافت كلمة "الإسلامية" لتصبح "كتائب نور الدين زنكي الإسلامية"، ثمّ انسحبت من التجمع في حزيران 2013، قبل أن تغير اسمها من جديد العام 2014 إلى “حركة نور الدين زنكي”، بعد انسحابها عما يعرف بجيش المجاهدين، الذي شكل لمحاربة تنظيم داعش وقتها.

وتقول تقارير إعلامية، إن المخابرات الأمريكية، التي تعتبر الممول الأول لحركة نور الدين الزنكي، هي من أوعزت إلى قائدها بالانسحاب من جيش المجاهدين، ولا يعرف حتى الساعة عدد مقاتلي هذا الفصيل المسلح، وإن رجحت بعض المصادر أن يكون في حدود 3000 مقاتل، يتركزون أساساً في الريف الغربي لمدينة حلب بفضل الحاضنة الشعبية، حيث أن كثيراً من أبناء قرى الريف الغربي انضموا للقتال تحت رايتها.

ويقول عارفون بتطورات الأحداث الميدانية في سوريا، إن حركة نور الدين الزنكي، تمتاز بتنظيمها الجيد في مدينة حلب، حيث تملك ما يزيد على 10 مكاتب متخصصة، أهمها المكتب العسكري، الذي تتبع له 33 كتيبة و خمس سرايا، والمكتب الأمني والشرطة، الذي يضم 10 مخافر شرطة و15 حاجزاً، تعمل على ضبط الأمن في المناطق التابعة الحركة، ومكافحة الجريمة واللصوص، إضافة إلى مكتب التسليح، يتولى ضبط  السلاح وتسجيله في القيود وتوزيع الذخيرة.