تقرير تجارة بيع الأشتال .... مصدر دخل للغزيين

w855

رام الله الإخباري

موقع رام الله الإخباري:

على غير عادته وبعيدًا عن حقله، يقفُ المزارع حسين منّون إلى الشمال من سوق مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، على مقربة من عربته التي تحمل مجموعة مُنوّعة من الأشتال والأشجار الصغيرة.

وينادي المزارع منّون (63 عامًا) القادم من أرضه بشمال القطاع، لعرض أشتاله التي استنبتها في منتصف شهر يناير الماضي للبيع، ويقول إن عملية الاستنبات تستغرق أكثر من شهر، وتحتاج لرعاية خاصة، كما الأبناء الصغار.

ويبدأ المزارع ببذر مزروعاته بعد انتهاء "أربعينية الشتاء" (فترة برد قارس) لأنها بحاجة إلى حرارة معتدلة، وتُستنبت في "مقشات" (أوعية) خاصة.

ويبدأ منون بيع أشتاله مع نهاية شهر مارس وحتى نهاية مايو، وذلك لحاجة تلك الأشتال لمُناخ معتدل يسمح لها بالنمو قبل حلول فصل الصيف، كما يقول لوكالة "صفا".

ويغتنم المزارع تلك الفترة في توفير دخل لأسرته، ويقول إن هناك إقبالًا من المواطنين على شراء تلك الأشتال، مضيفًا "وهذا يساعدني على توفير عمل لنفسي وإن كانت مدته قصيرة لا تزيد عن ثلاثة أشهر".

ومن ضمن الأشتال والمستنبتات الموسمية التي يحملها المزارع: الفلفل، والباذنجان، والبندورة، والخيار، والفقوس، بالإضافة إلى نباتات عطرية كالنعناع، والزعتر، وأشجار التين، والزيتون، والعنب.

المبيدات تهددنا

وقطع حديث الوكالة  مع المزارع طلب أحد الزبائن إعطاءه مجموعة من أشتال الفلفل والباذنجان، بالإضافة إلى شجرة ليمون شهرية.

ولحين تجهيز المزارع للأشتال المطلوبة سألت  الوكالة الزبون عن سبب إقباله على شرائها فقال: "المبيدات باتت تهدد صحتنا، وللأسف لا يوجد رقابة عليها، فلذلك اشتري هذه الأشتال لعلها تغنيني بعض الشيء عن شراء المنتجات المرشوشة".

وتنتهز المواطنة حليمة أبو شنب ما لديها من مساحة في الفناء الأمامي لبيتها في زراعة مجموعة من أشتال "الكوسا، والباذنجان، والفلفل الحار والحلو، والبندورة" وذلك هربًا من المنتجات المرشوشة التي تباع في الأسواق.

وتقول أبو شنب، التي تعيش بمخيم الشاطئ، للوكالة  إن الزراعة بالبيت فرصة لزيادة المساحة الخضراء بالمخيم، وفرصة للحصول على هواء نقي في ظل التلوث الجاري".

وتضيف "زرعت أيضًا مجموعة من الورود في أوعية فخارية لكونها تُضفي جمالًا على البيت".

اكتفاء ذاتي

وعن طبيعة عمل المشاتل الخاصة، يلفت مدير عام وقاية النبات بوزارة الزراعة وائل ثابت إلى أن قطاع غزة يضم 70 مشتلًا مرخصًا، وعشرات المشاتل البيتية، وتُشغّل ما يزيد عن 300 عامل.

ويشير، في حديثه لوكالة "صفا"، إلى أن ما تنتجه تلك المشاتل يلبي حاجة الرقعة الزراعية بقطاع غزة والبالغة 120 ألف دونم، منها 50 ألف دونم خضار، و70 ألف دونم فاكهة.

ويضيف ثابت أن تلك المشاتل تنقسم إلى قسمين: مشاتل الخضار، والتي تنتج جميع أنواع الخضار، ومشاتل الفاكهة، والتي تنتج الزيتون بشكل أساسي والحمضيات وأشجار الزينة والفاكهة المحلية.

ويوضح أن لجوء المواطنين إلى شراء تلك الأشتال وزراعتها في البيوت أو أسطح المنازل، هو من باب الهواية، فهم لا يستخدمونها بشكل تجاري بل للاكتفاء الذاتي ببيوتهم.

وحول زراعة المواطنين لها ابتعادًا عن المبيدات، يستبعد ثابت الأمر، بقوله: "الأمراض تصيب النباتات في كل مكان، وهي بحاجة إلى قدرٍ من المبيدات، ولكن بحكمة وبقدر مناسب؛ فهي سلاح ذو حدين".

وكالة صفا