محلل اسرائيلي : هزيمة داعش في سوريا مسألة وقت

isis-soldier-posing-in-front-of-people-digging-their-own-graves

موقع رام الله الاخباري : 

كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أنه بعد أكثر من شهر على وقف إطلاق النار الذي تم اعلانه في سوريا، بدأت تتحقق، ببطء شديد أكثر من المتوقع، تقديرات المؤسسة الامنية الاسرائيلية المتعلقة بانهيار وقف اطلاق النار، فقد استؤنفت المعارك في مناطق مختلفة، حول اللاذقية في شمال غرب طريق منطقة حلب، وحتى درعا في الجنوب، ولكن بشكل منخفض قياسا بما كان قبل وقف اطلاق النار.

ووفقًا للمعطيات الاسرائيلية، يكتب هرئيل، فإن نحو 40 فصيلا من اصل اكثر من 100، التزم بالاتفاق، وحتى الجولة القادمة من المفاوضات في جنيف، يوم السبت القادم، ليس من الواضح ما الذي سيتبقى من الاتفاق.

ويتابع عاموس هرئيل "في إسرائيل يتعامل المسؤولون بشك مع اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سحب قواته من سوريا. لقد قام الروس عمليا، بإخلاء كتيبة واحدة من طائراتهم في منطقة طرطوس واللاذقية، في القطاع الساحلي، شمال غرب سورية. وبقيت في سوريا قرابة 20 طائرة هجومية واربع طائرات اعتراض. كما يقوم الروس بتفعيل طائرات حربية متطورة. ولم تتوقف غاراتهم الجوية، رغم انخفاض متوسط الغارات من 200الى 300 هجوم يوميا الى ما يقدر بـ 100 هجوم".

ويشير هرئيل الى أن "إعلان بوتين عن إنهاء العمليات العسكرية هدف كما يبدو الى دعم العملية السياسية التي بادر اليها في جنيف. وعلى الرغم من ان فرص نجاحه تبدو منخفضة، الا انه من الواضح بأن روسيا رسخت نفسها كمن تقود الخطوات في سوريا، سواء على المسار العسكري او السياسي"، ويردف "جانب من الجوانب يسوده التفاؤل الحذر في "اسرائيل"، وهي فرصة هزم داعش، على الأقل في سوريا. الهزيمة التي مني بها التنظيم على ايدي الجيش السوري عندما اضطر الى الانسحاب في نهاية آذار من مدينة تدمر شرق البلاد، لم تكن صدفة. "داعش" يواجه صعوبة في مواصلة السيطرة على المناطق الواسعة للخلافة الإسلامية، خاصة في سوريا. لقد وجد التنظيم نفسه يخوض الحرب مع اكثر من جهة، الولايات المتحدة، روسيا، دول اوروبية، تركيا، الجيش السوري، وكثير من الدول العربية وتنظيمات المتمردين، بما فيها الفصائل الكردية. التحالف الذي يهاجم "داعش" يتمتع بتفوق جوي مطلق، والعمليات التي بادر اليها "داعش" او وقعت بالهام منه في باريس وبروكسل وكاليفورنيا وسيناء، زادت فقط من العداء له. كما مني "داعش" بضربة اقتصادية صعبة بسبب الأضرار التي لحقت بآبار النفط وبمنظومته المالية".

وينقل عاموس هرئيل عن مصدر امني اسرائيلي رفيع ان "هزيمة "داعش" باتت مسألة وقت. انها مرتبطة في الأساس، بتحسين التنسيق بين القوى العظمى وتنظيمات المتمردين التي تحاربه، سواء من السنة المعتدلين او الاكراد". الانطباع الإسرائيلي هو ان التنظيم لا يستطيع مواجهة هذا العدد الكبير من الجبهات، ويتوقع انسحابه تحت الضغط من مناطق اخرى شرق سوريا. الخطوة العسكرية ضده في العراق، التي يتوقع ان تركز في الاشهر القريبة على محاولة احتلال مدينة الموصل، سترتبط بمصاعب كثيرة، ولا يشك أي شخص في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، والغربية، بأن "داعش" ينوي تفعيل المزيد من الخلايا الارهابية في اوروبا، بل ربما خارجها، ايضا، استمرارا للعمليات التي بادر اليها في الأشهر الأخيرة.