التوفير والاستغلال يفقدان "العمرة" روحانيتها

860x484 (17)

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

"لبيك اللهم لبيك"، تتجلى لتكون حلما للمسلمين حول الأرض، طواف وشعائر دينية، زيارات للاماكن المقدسة من مساجد والأضرحة المتنوعة لتكون مكة والمدينة المنورة مزارا ومقصدا لمسلمي العالم في الحج والعمرة.

إلا أن الرحلة الدينية والروحانية، تخرج من شكلها بالنسبة للشركات التي لا تكترث إلا لهامش الربح، وبين مواطن يبحث عن أداء "العمرة" دون خسارة مبلغ كبير من المال.

هذا ما أكده أحد المواطنين الذي فضل عدم ذكر اسمه، والذي قال "إن الإنسان يفكر بأداء فريضة الحج والعمرة بحثا عن طاعة الله، إلا أن بعض شركات الحج والعمرة "تجار الحج" تراها باب رزق تستغل فيه حاجة المواطنين وضعف إمكانياتهم لتزيد من أرباحها مقابل خدمات رديئة تقدمها للمواطنين".

وقال الوكيل المساعد لشؤون الحج والعمرة في وزارة الأوقاف حسام أبو الرب، إن ثقافة المواطنين غير مكتملة عن العمرة والكثير منهم يفضلون عروضا بأسعار رخيصة لبعض الشركات التي لا تلبي حاجة المعتمرين ولا توفر لهم الراحة بالمقارنة مع غيرها من الرحلات التي تقدم الخدمات التي يحتاجها المعتمر.

وتتراوح تكلفة العمرة من 100 إلى أكثر من 2000 دينار تقدم فيها مستويات مختلفة من الخدمات، فيما يزيد عدد المعتمرين سنويا عن 40 ألف معتمر.

وأضاف أبو الرب، إن ترتيبات العمرة تتم عبر 83 شركة خاصة في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن دور الوزارة في رحلة العمرة يكمن في تأهيل الشركات المرخصة من وزارة الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى دورها الرقابي والإشرافي على عمل الشركات، لافتا إلى أن هذه السياسة من شأنها أن تفتح المجال للتنافس أمام القطاع الخاص لتقديم الأفضل للمواطنين.

وأضاف، تقوم الشركات بطرح برامج عمرة تختلف فيما بينها، تحدد فيها اسم الفندق وقربه عن الحرم وعدد الأسرة وظروف الإقامة ونوعية الحافلات، ويختار المواطن ما يناسبه، فيما تشترط الوزارة وجود عقد موقع بين الشركة والمعتمر.

وأشار إلى أن هناك مندوبين دائمين في استراحة أريحا، وعلى الحدود الأردنية، لفحص رحلات العمرة، والتأكد من التزام الشركات، لافتا إلى أن الوزارة أغلقت العام الماضي 3 شركات حج وعمرة بسبب تجاوزات في الأداء.

وفيما يخص الحج، قال أبو الرب، إن دور الوزارة مباشر في الحج، وتتحمل فيه الوزارة كافة المسؤولية والتبعات من لحظة تسجيل الحاج في الوزارة حتى عودته، مضيفا أن الوزارة في الحج تعتمد الأسماء وتوفر المرشدين والإداريين، وتستأجر الحافلات وأماكن الإقامة، وتقدم الخدمات الإضافية "الطبية والإعلامية، وكافة خدمات المشاعر الدينية" حتى عودة الحاج، مؤكدا أن الوزارة تتحمل أي خلل في موسم الحج.

وأوضح صعوبة الترتيبات للحج والعمرة التي تتم خارج سيطرة الدولة الفلسطينية، حيث إن قوانينها تتبع لأنظمة وقوانين مصر والأردن والسعودية، بالإضافة إلى الجانب الإسرائيلي.

وبحسب وزارة الأوقاف، فإن 6000 حاج يتوجهون سنويا لأداء مناسك الحج، بالإضافة إلى 1000 حاج من مكرمة خادم الحرمين لذوي الشهداء.ووصف إقامة الحجاج في المدينة المنورة التي تصل إلى 5 أيام، بأنها مرضية حيث إن إقامتهم تكون في فنادق 5 نجوم، مشيرا إلى أن الإقامة في مكة والتي تصل إلى 15 يوما في شقق فندقية تتناسب مع الإمكانيات المادية لشعبنا.

وبحسب الوزارة، فإن أكثر من 90% من الحجاج يسافرون للحج برا، فيما تتراوح تكلفة الحج بالبر 1790 دينارا أردنيا، تحدد وفقا لعطاءات النقل والسكن بمشاركة لجنة وزارية لترسية العطاءات، تشمل مصاريف النقل ورسوم المعابر منذ لحظة خروج الحاج حتى عودته إلى الوطن.

وعن ظروف الرحلات قال أبو الرب، إن باصات نقل الحجاج أفضل من أي باصات أخرى، موضحا أن السعودية تشترط حافلات حديثة تخضع لشروط الدولة التي تنطلق منها، حيث تشترط أن يكون الباص صنع عام 2008 فما فوق، لافتا إلى وجود لجنة فنية تفحص الحافلات للتأكد من مطابقتها للمواصفات.

ويغادر فلسطين بصحبة الحجاج 80 إداريا وأكثر من 80 مرشدا، بالإضافة إلى البعثات الطبية والإعلامية التي تصاحب الحجاج.

ووصف أبو الرب أداء فلسطين في موسم الحج بالجيد، مشيرا إلى حصول بعثة فلسطين عام 2015 على المرتبة الأولى في أداء بعثة الحج على دول العالم الإسلامي. وعن الفارق في الأسعار بين الحج والعمرة، قال إن موسم العمرة يمتد لأكثر من 10 أشهر، وان اختلاف العرض والطلب في وسائل النقل وأماكن الإقامة خلال موسم الحج يترتب عليه الفارق في الأسعار.

من جهته، أكد مدير عام الحج والعمرة بوزارة الأوقاف سليم الأشقر، أن بعض الشركات تستغل المواطنين في عروض العمرة، ولا تلتزم بما هو متفق عليه ويلقى المواطن عرضا مغريا، وعندما يباشر يصطدم بجودة أماكن الإقامة.

وأشار إلى أن هناك شركات غير مرخصة وغير مؤهلة تخرج وفودا للعمرة، مؤكدا أن الوزارة تطالب الشركات بتوقيع عقود مع المعتمرين حول ما اتفقوا عليه.ولفت إلى أن شكاوى الحج "تحل آنيا وميدانيا، في حين أن شكاوى العمرة تتلقاها الوزارة في غالبية الأحيان هاتفيا ويرفض المشتكون تقديمها مكتوبة"، مؤكدا أنه يتم التعامل مع كافة الشكاوى التي تصل والتي تتم دراستها ويتم التأكد منها، وتحول إلى المستشار القانوني ويقرر بموجبها حجم العقوبة التي تقع على الشركة المخالفة.

وأوضح أن الطريق بين الجسر الأردني والمدينة المنورة والتي تبلغ 1200 كم فيما تستغرق 20 ساعة، تنزل فيها الحافلات في أكثر من 5 استراحات، مشيرا إلى أن 95% من طريق الحافلات مؤهل بالإنارة والعواكس.

من جهته، قال حميدي تركمان مدير شركة الصفا والمروة للحج والعمر– جنين، إن شركته تعمل منذ أكثر من 15 عاما، وتنظم رحلات عمرة بمواصفات "ممتازة" بشكل أسبوعي.

وعن الأسعار التي تعلنها الشركة، قال تركمان إنها ترتبط بمواصفات الإقامة التي يحددها المعتمر بما يتناسب معه، مشيرا إلى أن غالبية المواطنين يتجهون نحو المواصفات المتوسطة. وأشار إلى أن الشركة تزود المعتمرين بكافة تفاصيل الرحلة، ويوقعون على عقود معهم، مؤكدا أن 90% من المعتمرين يبدون رضاهم عن أداء الشركة.

يشار إلى أن استياء شديدا ساد صفوف المواطنين يوم السابع عشر من الشهر الجاري، حين وقع حادث مأساوي لحافلة كانت تقل معتمرين فلسطينيين إلى الديار الحجازية على الطريق الواصلة بين الأراضي الأردنية والسعودية، والتي راح ضحيتها 17 مواطنا من ضمنهم أطفال، وقد اتهم العديد من المواطنين شركة العمرة بالتقصير بسبب وجود سائق وحيد في الحافلة دون مساعد له يتناوب معه على السياقة.

 

 

وكالة وفا